جاءت الثورة المجيدة والتي قام فيها شباب ولدو وترعروا في كنف نظام باطش وظالم ومهووس دينيا ،قاموا بإسقاطه فسقط سقوطا مدويا كالبركان الهادر وشعر بهزاته كل بقاع العالم وثارت الثورة السودانية ملهمة لبلاد كثيرة ردد ثوارها شعار الثورة التي أطلقها البطل دسيس مان: هووي ارجع ورا ..ثورتنا دي ما بتقدرا. وفعلا ما قدر النظام الباطش علي الثورة حتي انتصرت وذهب النظام الظالم الي مزبلة التاريخ. ثم سرق لصوص الثورات من أحزاب بالية وعساكر النظام الهالك ، سرقوا الثورة من الشباب النظيف الذي دفعوا أرواحهم ودماءهم وجراحهم وعافيتهم ثمنا لها في الوقت الذي انزوي فيه لصوص الثورة في اوكارهم خوفا من بطش النظام ورأسه الذي أراد قتل ثلث السودانيين ليستمر في حكم فاشل من اول يوم ولمدة ثلاثين سنة حالكة. وجاءت اتفاقية سلام جوبا بالحركات المسلحة التي لا ينكر أحد أنها ساهمت في إضعاف النظام واسقاطه متمثلة في ذلك بضربات الفاس التي أضعفت الشجرة لتاتي الضربة الأخيرة(الثورة) وتسقطها .فكانت الثورة هي القشة التي قصمت ظهر النظام الظالم . ولكن ما لا نفهمه من اتفاقية جوبا ،التي ككل الاتفاقيات فيها بنود سرية لا يعلمها الا الله والذين توافقوا عليها ، ولا نستبعد تدخل جهات خارجية في صياغتها وصناعتها وطبخها، ما لا نفهمه هذه الاتفاقية هو إيجاد وظيفة أو منصب حاكم اقليم دارفور وتنصيب حاكما لها من قادة الحركات المسلحة ! وإقليم دارفور يتكون من عدة ولايات لكل ولاية والي لها وحكومة بكامل وزراءها . فلا ندري ماهية العلاقة الدستورية والإدارية بين حاكم الاقليم وحكومته وبين الولاة وحكوماتهم . هل وزير المالية التابع للحاكم هو اعلي سلطة من وزير المالية الولائي ويلقي عليه الاوامر أو التوجيهات؟ وهكذا الحال والتساؤل عن باقي الوزراء والإدارات في حكومة الإقليم برئاسة الحاكم وحكومات الولايات. ولماذا هذا الإجراء في إقليم دارفور فقط ولم يشمل باقي الأقاليم ؟لماذا لا يكون هناك حاكم للاقليم الشرقي والشمالي مثلا ؟! ام أن هناك بند سري كما قلنا ويهدف الي فصل اقليم دارفور عن السودان ويتبعه فصل الاقليم الشرقي ثم الشمالي إلي أن يتم تفتيت السودان الي دويلات لتتبع العراق والسعودية واليمن وسوريا وليبيا ومصر والصومال واندونيسياوماليزيا ،والاخيرتين تم تجزئتها من قبل ونتج عن ذلك دويلة اتشه في اندونيسيا ودويلة سنغافورة في ماليزيا ، وبذلك يتم للغرب والصهيونية ما يخططون له بتمزيق الدول الإسلامية كما فعلوا بالخلافة العثمانية من قبل ونشهد سايس بيكو جديد . ولا تنسي دراسة قونداليزا رايس التي صرحت بأن الأممالمتحدة ستزداد عدد عضويتها بدخول دول وليدة إليها في ما سمته الفوضي الخلاقة. لكل نبأ مستقر وننتظر لنري وما علينا الا الدعاء واليقظة وربنا يحفظ بلاد المسلمين من كيد الكافرين وعملائهم.