بعد مرور عشرة شهور على وفاة الإمام الصادق المهدي، زعيم طائفة الأنصار، أعلن حزب الأمة القومي عن عرض نتائج التحقيقات حول أسباب وفاة رئيس حزب الأمة ، الذي حدثت وفاته في 26 نوفمبر من العام الماضي، أثناء رحلة استشفائه من فايروس كورونا بدولة الإمارات. وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي، د. الواثق البرير، إن الإعلان عن نتائج وفاة الإمام الصادق المهدي سيكون يوم الثلاثاء عبر مؤتمر صحفي بدار حزب الأمة. وأضاف البرير''التقرير فيه كلام مهم'' . وفي أغسطس من العام السابق أكد البرير أن اللجنة التي كلفها الحزب بالتحقيق في وفاة الإمام الصادق المهدي كشفت بأنها فرغت من أعمالها وأن التقرير أصبح جاهزاً، بيد أن البرير أكد أنهم لم يستلموا تقريرا حتى الآن ولكن ما تبقى خطوة إجرائية..! ولم يوجه الحزب تهماً أو قيد أيما بلاغ ضد أي جهة أو حتى أشخاص. فهل ما تبقى هو الإدلاء بالمتورطين حسب بلاغ الاتهام ، أم أن التقرير به إفادة أخرى؟ ولماذا يُستهدف الإمام؟ ومن يستهدفه أساساً؟ وهل مات الإمام الصادق زعيم الانصار مقتولاً كما يدعي بعض أعضاء الحزب وأسرة الإمام المقربة؟ ومن الذي تسبب في موته؟ خاصة وأن الوسائط الإعلامية أشارت حينها إلى ضلوع قيادي بقوى الحرية والتغيير في إيصال معلومات للأسرة متعلقة بوجود شبهة جنائية في وفاة الإمام وقتها. وراء الحدث وكان مقطع فيديو للراحل الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي وإمام طائفة الأنصار، قد رجح احتمال تصفيته من قبل إسرائيل، قد أثار ردود فعل كبيرة و متباينة على منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية دعوا فيها لفتح تحقيق دولي حول إمكانية إصابته بوباء كورونا عن قصد كما أفاد في المقطع. ليأتي من بعد تشكيل اللجنة الفنية التي كونها الحزب للكشف والتحري في أسباب موت الإمام الصادق المهدي بحسب ما أدلى به الإمام نفسه في مقطع الفيديو المسرب. التقدم في السن السن المتقدمة التي بلغها الإمام الصادق المهدي بعد أن تجاوز أو قارف الثمانين يجعل من الوفاة التي حدثت له وفاة طبيعية فوق كل الشبهات أو الشكوك لجهة أن هذه السن من الطبيعي ترتفع احتمالية حدوث الوفاة خلالها. وقال الدكتور عبدالله آدم خاطر ل(اليوم التالي) إن الإمام الصادق المهدي أحد أبرز المفكرين السودانيين وهو في ذات الوقت، أشهر القادة الذين كانوا باستمرار مع القيم الإيجابية، الديمقراطية واللامركزية والوقوف مع المواطن السوداني العادي خلال معركته مع الإنتاج والتحرر والتجربة الحياتية. وزاد إن إمام الأنصار قد أنجز للسودان سمعة إقليمية ودولية وكل هذا يجعله تحت دائرة الضوء الباهر وبالتالي فإن وفاته أياً كانت هي وفاة طبيعية لجهة أنه تجاوز الثمانين عاماً. ودلف خاطر بالقول إلى أن أي اتهامات أخرى فإنها يمكن أن تكون نتاج العاطفة البالغة من داخل دائرة أسرته المقربة والبعيدة وأنصاره وأيضاً يمكن أن تكون حتى من خصومه. وأشار الأستاذ الجامعي، د. خاطر، إلى إنه قد جاء الوقت الآن للسودان كي يتيح فرصة للذين أسهموا في بناء الوجدان السوداني بشكل سليم في كل المجالات كما وأن ثورة ديسمبر يجب أن يكون لها القدرة على تأسيس قاعدة القيادة الجديدة لبناء المستقبل الواعد للسودانيين. تشكك موضوعي بينما يقول القيادي بحزب الأمة، الدكتور حسين محمد الطاهر ل(اليوم التالي)، إن الحزب لم يتشكك في أن الإمام المهدي قد أغتيل ولكنه يرى أن جهاز المخابرات الإسرائيلي كان يقف خلف موت الإمام وذلك لمواقف الإمام المشهودة والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي. وقال حسين إن الإمام نفسه تحدث في مقطع فيديو عن مهددات إسرائيلية تواجهه و أكد فيه أن التصفية تمت عن قصد، وقد شاهد الفيديو كل الناس، وبالتالي فإن موقف الحزب من هذا التحري منطقي جداً وكان لابد له من الاتجاه لإحداث هذا الموقف. وكشف حسين بأن نتيجة اللجنة التي تم تكوينها للتحري في هذا الأمر والتي سوف ترفعها أو تكشف عنها غداً الثلاثاء لن تصل لإي نتيجة تؤكد بصورة رسمية حدوث الاغتيال. إنهاء الجدال من جهته أكد الدكتور الفاتح محجوب عثمان، مدير مركز الراصد والمحلل السياسي، أن حزب الأمة قام بتكوين لجنة للتحقيق في وفاة الإمام الصادق وذلك لإنهاء الجدل الذي ثار حول طبيعة موته بعد أن أثار بعض أعضاء الحزب وأسرة المهدي نقاشاً حول احتمالية قيام أجهزة مخابرات بتصفيته عبر إصابته عمداً بفايروس كورونا على خلفية موقفه المعادي لإسرائيل أو للتطبيع مع إسرائيل على خلفية الخطوات التي باشرتها الحكومة الانتقالية على مستوى رأس المجلس القيادي للدولة عبدالفتاح البرهان في فبراير من العام الماضي. وأوضح محجوب أن تكوين اللجنة قصد به أصلاً إسكات الأصوات التي تبنت احتمالية تصفيته وهي أصوات لم تكن أصلاً تمتلك بينة واضحة لكنها فجعت بوفاته وهو صاحب البنية الرياضية القوية ولم تستطع الركون إلى فكرة إنه توفى معتلاً بمرض كما توفى به نحو سته ملايين إنسان في مختلف أنحاء العالم. وقال محجوب لا يوجد أي احتمال لوفاة الإمام الصادق المهدي بغير إنه توفى وفاةً طبيعية متأثراً بمضاعفات مرض كورونا. اليوم التالي