ونعني بتغيير (الدولار) ان يستبعد من جميع التعاملات التجارية نهائيا ويستبدل بعملة اخرى (اليورو ، الاسترليني ، الين' اليوان الصيني ….الخ) .. وهذه (لعبة) خبراؤنا الاقتصاديين الذين لهم باع طويل في تغيير اقتصاديات العالم (الى الاحسن طبعا ونحن هنا الى الأسوا)..!! . ونعود لعملتنا المحلية (الجنية الحزين) والذي كان يوما ما يتربع على عرش كل عملات العالم وكان يساوي اكثر من ثلاث دولار امريكي قبل ان يتهاوى وينحدر ويسقط في الحضيض قبل العهد البائد واثناؤه ليصل الى مثواه الأخير الآن او يكاد …!!!؟؟؟؟ . وتغيير العملة الوطنية ومنذ استلام الحكومة الانتقالية للسلطة كان قد طالب به الغالبية العظمى من الشعب السوداني وفي الشهور الاولى من استلامهم السلطة .. ولا ندري ما السبب في رفض الحكومة طلب تغيير العملة …!!! وهم يعلمون في ذاك الوقت ان العملة الوطنية كان الكثير منها والكثير جدا لا يوجد داخل البنوك (موجود بالشوالات ومخزن في سراديب العمارات والفلل في الاحياء الراقية)… فلو ان الحكومة انتبهت واعلنت للجميع انها بصدد تغيير العملة وامهلتهم شهر واحد لايداع ما لديهم بالبنوك واستلام ما يعادله بالعملة الجديدة ان ارادوا .. ثم تصدر قرارا فوريا وثوريا توقف بموجبه كل التعاملات في العقارات والسيارات والمزارع مثلا ( لا بيع ولا شراء) الى اجل يحدد فيما بعد … لو ان هذا كان قد حدث بالفعل لامتلأت البنوك عن بكرة ابيها بالعملات المخزنة في المستودعات ولجاءتها محملة بالشاحنات …!! وبهذا يضمنوا ان كل العملات الموجودة بالبلاد قد دخلت في البنوك وفي النظام المصرفي … ثم يعلنوا للجميع بأنهم قد تراجعوا عن تغيير العملة ويعملوا على ابقاء ما يريدونه من الفئات (الصغيرة والكبيرة) ويستبعدوا الآخر ..!!!؟؟؟؟ . وليس ببعيد عن تغيير العملة ، وفي السياق ذاته نرى ان السياسات والقرارات الاخيرة التي اتخذت مؤخرا كان لها بعض الاثر في تعافي (الجنية المريض) الا اننا نرى انه مهما اصدر من قرارات صارمة ، ان لم تفعل وتنفذ على ارض الواقع فلن يكون لها اي مردود ولا اية فائدة …ولن يجني الشعب السوداني كله ثمار ما يجري على الساحة ما لم تصل العملة الوطنية الى حد معين ايا كان مقداره وتثبت عليه دون نقص او زيادة ..حتى يطمئن المستثمرين (اجانب ومحليين) على وضعهم المالي ورؤوس اموالهم المستثمرة وانها لن يصابها اي تغيير …!!!؟؟؟؟ . هذا مقال كنت قد كتبته في بدايات الثورة اطالب فيه مثل الكثيرين غيري بتغيير العملة ولكن لا شيء قد حدث .. وارى الآن انهم يتجهون لفعل ذلك في وقت وزمن غير مناسب وبطريقة غير مناسبة .. وارى ان تم التغيير او لم يتم ان تتجه الدولة الى اتخاذ اجراءات تحد تماما الى ابعد الحدود تداول العملة الورقية في الاسواق (بيعا وشراء) وان يتم ذلك بواسطة الشبكة او الدفع الالكتروني . حتى في السيوبر ماركتات ومحطات الوقود وحتى البقالات كما يحدث في الكثير من بلدان العالم ..!!!! اضافة داخل السور : مستشارة وزير المالية والتي كانت وزيرة مالية سابقا وما نفعت في المنصب وعملوها (مستشارة) على ايه مش عارف .. تقول ان تغيير العملة يكلف الحكومة 600 مليون دولار وهو عملية تجميلة ما منها فايدة .. فلو ان العملة تم تغييرها في ذاك الوقت وطلبوا من كل اصحاب العملات المكدثة بالجوالات ومخزنة في سراديب العمارات طلبوا منهم ايداعها في البنوك في مدة اقصاها شهر لوصلت للبنوك بالشاحنات فكم يا ترى ستساوي هذه العملات (محلية واجنبية) بالتاكيد لا تقل عن المليارات وهنا يأتي دور لجنة الفساد وبالتحقيق معهم يمكن استرداد الكثير منها وهي اصلا تكون مودعة في البنك ويمكن الحجر عليها ومن يثبت انه كانت حلاله من حر ماله فيتم فك الحجر عليه والا (يقفل عليها بالضبة والمفتاح) وتظل حبيسة البنك الى ان يفعل الله امرا كات مفعولا …ويا ايتها المستشارة والخبيرة الاقتصادية لو ان السودان استعان ببعض اصدقائه لتحصل على اكثر من هذه ال 600 مليون دولار ..!! . ولو ان هذه العملة طبعت بصورة جديدة وشعار جديد يعبر عن المرحلة الثورية الجديدة – كما قيل – لكانت الفائدة اكبر واعم .. وفي هذا المجال يمكن للسودان الاستفادة من اصدقائه من الدول (التقنية) الكبرى – امريكا و بريطانيا مثلا –وبالذات بريطانيا باعتبارها قامت بطباعة اول عملة في السودان حتى لو وضعت عليها (شعارها القديم) شعار فقط كدعاية لها على ان تدفع التكلفة كلها (ونحن ما فارقة معانا) وهم يستاهلوا لانهم عاشوا واتربوا معانا واتعلمنا منهم الكثير خاصة (الانجليزي) والترتيب والنظام و(الضبط والربط) والخدمة المدنية التي علمناها للعالم العربي وما استفدنا منهم شيء…. شاكرا لكم .. والله من وراء القصد وبالله التوفيق ،،،،، [email protected]