الدهشة بالمعنى الفكري هي حالة التنبه الذهني اليقظ التي يتكثف فيها التأمل وتظهر بطريقة فارقة فيها علامات التعجب على وجه الإنسان وجبينه تحديداً ، وتسمى بالدهشة التي تنكسر فيها الرتابة والملل ، إذا حلت فيها اليقظة ، وتجلى فيها التبصر ، وقد تكون الدهشة كبيرة لدرجة تأثيرها على الحواس مثل أن يقال عقدت الدهشة لسانه وسلبته القدرة على الكلام ، وهذا ما حدث للشعب السوداني بالضبط ليلة البارحة وهو يتابع المؤتمر الصحفي للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو المفترى عليها من قبل اعلام الضلال مدفوع الأجر رخيص الثمن الذي لا يعيش على فتات موائد الفاسدين، لا أعلم إلى أي درجة من الحضيض تدحرجت أقلام البعض وهي تنهش في لحم وعظم ريحانة الثورة وروحها وهي تعلم يقينا أن الفساد الذي ضرب دولة الإنقاذ لم يشهده التاريخ الحديث في أي دولة من دول العالم، الدهشة التي أصابت العديد من المتابعين للمؤتمر الصحفي سببها جرأة حكامنا السابقين على المال العام والتعدي عليه بطريقة تنافسية فيما بينهم فاقت كل تصور وخيال ، رغم ادعائهم التدين والفضيلة وهم يتحدثون ليل نهار عن مشروعهم الحضاري في وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمساجد والأندية لثلاثة عقود وكأن هؤلاء الفاسدين لم يسمعوا قصة صاحب الشملة التي اصابها من مال الغنائم يوم خيبر تلتهب عليه نارا ، فكم هو عدد الأفدنة والشركات والعمائر الشاهقة التي يغلها هؤلاء القوم في أعناقهم من أموال اليتامى والأرامل و العجزة والمساكين من أبناء السودان يوم لا ينفع مال ولا بنون. أحسنت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو وهي تدك أوكار هذا فساد الذي تقشعر منه الأبدان وترد على أقلام الإفك بياناً بالعمل وتسترد هذه الأموال المنهوبة وتأكد للجميع أنها من رحم هذا الشعب خرجت إلى الحياة وبأمر ثورته الظافرة تمضي في مسيرتها تضرب على المفسدين بلا رحمة فاللجنة ليست أشخاص أو أسماء وإنما هي مؤسسة أملتها ضرورة تحقيق أحلام شباب الثورة في بناء وطن خالي من الفساد والمفسدين وهي درع الثورة الحصين في تفكيك تمكين النظام السابق على جميع مستوياته ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ولا تستثني في ذلك أحد من رموز الإنقاذ وكل من شاركهم فسادهم في السر أو العلن. ختاما لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الأقلام الرخيصة التي صدعت رؤوسنا في الأسابيع الماضية وهي تغرس نبالها المأجورة في خاسرة رمانة الثورة وتستهدف في المقام الأول ايقاف عمل اللجنة بل وحلها ومحوها من الوجود حتى ينعم أولياء نعمتهم بما كسبوا ونهبوا من مال الشعب المسكين، نتوجه إليها بالقول إن لجنة تفكيك التمكين ماضية في مهمتها المقدسة والتي هي استحقاق أصيل من استحقاقات ثورة ديسمبر واجبة النفاذ ومن خلفها شباب تطوق أعناقه دماء الشهداء التي سالت مهراً لهذه الثورة فتعاهدوا على اقتلاع نظام الثلاثين من يونيو من أرض السودان إلى الأبد. ودمتم [email protected] .