قالت الأممالمتحدة إن تصاعد العنف في أطراف السودان أجبر أكثر من 410 آلاف شخص على الفرار من ديارهم هذا العام، مما يلقي بظلاله على احتمالات خروج هذا البلد من عقود من الحرب والدكتاتورية، وفقا لموقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الإخباري الأميركي. وذكر الموقع في تقرير لكاتبه سايمون ماركس أن المعارك الطائفية والهجمات المسلحة، لا سيما في منطقة دارفور والمناطق الجنوبية من كردفان والنيل الأزرق، تمخضت عن ارتفاع عدد النازحين بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب من هذا العام إلى 6 أضعاف ما كانت عليه الحال في العام الماضي، حسب ما صرح به رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان يوم الثلاثاء الماضي. ونسب الموقع لفولكر بيرتس أثناء تقديمه أحدث تقرير له لمجلس الأمن قوله "هناك المزيد مما يتعين القيام به لحماية المدنيين بشكل فعال"، مبرزا قلقه المتزايد وبالذات بشأن التطورات الأمنية. ولفت الموقع إلى أن السودان يشهد حالة من عدم الاستقرار منذ الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، الذي حكم البلد لمدة 30 عاما بقبضة من حديد حتى الإطاحة به عام 2019. وأضاف أن البشير ترك السودان دولة منبوذة دوليًا ومعزولة عن الأسواق العالمية، في وقت ينفذ فيه حكامها المؤقتون إصلاحات اقتصادية صعبة. ونقل بلومبيرغ في هذا الإطار تحذير بعثة المساعدة الانتقالية المتكاملة التابعة للأمم المتحدة من أن الطريق إلى الديمقراطية في السودان ينطوي على "تحديات كبيرة، بما في ذلك التوترات بين الأطراف العسكرية والمدنية في الحكومة وانعدام المساءلة عن الجرائم الماضية". ويعاني السودان من صراعات داخلية منذ 6 عقود أي منذ استقلال البلاد عن بريطانيا، حيث يشعر الناس في المناطق النائية بخيبة أمل من الحكم المركزي في الخرطوم، والسياسات التي يتبعها، والإهمال في ظل زعماء مثل البشير، وفقا للكاتب. وقد شجعت الإطاحة بالبشير، حسب كاتب التقرير، مبادرات سلام جديدة مع متمردين في دارفور وفي ولايتين حدوديتين جنوبيتين قاتلوا الحكومة لسنوات، ولكن بعد فترة هدوء قصيرة اندلع العنف مرة أخرى بين المجتمعات للسيطرة على الموارد. ويرى بيرتس أن السودان أحرز بالفعل تقدمًا جيدا في التحضير للانتخابات، إلا أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به لدعم بعثة الأممالمتحدة في تعزيز الأمن هناك، على حد تعبيره.