فما لنا اخوتي وهذه الشراكة العرجاء … وعافي منك قطار عطبرة فقد اثلجت صدورنا كثيرا . وشكرا ثوار مدني وهذا الحس الوطني الكبير … وحقا يجب ان نضع حدا لهذه الشراكة العرجاء … ولنفضها شراكة مادامت قد جلبت لنا الوصاية . ولنفضها شراكة مادام العسكر يريدون السياسة والحكم . ولنفضها شراكة مادام العسكر يستحوذون علي 82٪ من موازنة البلد . ولنفضها شراكة مادام العسكر يغضون الطرف عن السيولة الامنية والتفلت الذي يهدد الوطن . ولنفضها شراكة ما دام العسكر يعشقون الكيزان . ولنفضها شراكة مادامت اراضي السودان محتلة ولم نجد عسكرا من يحررها . فلقد ظلت حلايب وشلاتين محتلتان واشتغلوا لينا في اللحوم والكفته والكباب . وظلت الفشقة محتلة واشتغلوا بالذهب . وما علاقة العسكر اصلا بالتجارة والاستثمارات . فالعسكر هو حاميحمي الوطن . وهذه عقيدته التي جبل عليها والتي يجب ان تكون ، فلا معني ان ينشغل عسكرنا بالتجارة اكثر العسكرية . فلقد حكمونا 52 عاما وكاننا عبيد في سجن كبير . وكم شهدنا فظائع تمديد حكمهم الكارثي وتمددهم وطغيانهم . فجنابو له الاولوية في كل مكان . وكثيرا ما عمدوا لتغيير القوانين حتي تمهد لهم طرق البقاء في الحكم لمدد اطول . فلم يكن التمديد إلا لهم . ولم يكن ابدا لحاكم ديمقراطي. وهكذا كان عبود ديكتاتورا . وهكذا كان النميري جلادا . وان كان يبدو عملاقا لا يبلغ شأوه احد . ولا يُشق غباره فارس . فلقد ظل يحكم السودان بمفرده . ينهي ويأمر ويضرب وزرائه احيانا كثيرة . يعين حكومته ويقيلها متي اراد . وهكذا كان البشير متميزا بالصلف والغرور درجة جعلته يتحدي الشعب ليقول لهم (غير الزارعنا ما في زول يقدر يقلعنا) . (وانا حصل يوم كضبت عليكم) ؟ . وطبق التمكين و أحل الولاء مكان الكفاءة ، وسيطر علي البلاد والعباد طولا وعرضا ولثلاثون عاما. فكنا ومنذ الاستقلال محكومون عسكريا ونحن امام قيادات عجيبة تدعي معرفة كل شيء حينما يقتضي الظرف ادعاء المعرفة ، قيادات تدعي الجهل بكل شيء حينما يكون الجهل بوابة للنجاة ، فكانت قدرتهم على الانقلابات كبيرة وقد فاقت كل الحدود ، وكانت الآعيبهم عرجاء ظاهرها عسل مصفى وباطنها سم زعاف ، وكانت قراراتهم جوفاء لا تحمل في طياتها اي عناصر نجاح تذكر. فانتشر الظلم والقتل والتنكيل والابادات ، وكانت بيوت الاشباح والتعذيب . وهكذا عاش الشعب حياة بغيضة ملؤها الظلم . ولم يهنأ فيها بديمقراطية حقيقية تنشر العدل والحرية ، فلقد توالت عليه سلسلة من الانقلابات البغيضة بدأ" بانقلاب الفريق ابراهيم عبود فى مشارف عام 1959 م حيث حكم البلاد ستة اعوام . وبعدها كان انقلاب المشير جعفر محمد نميرى عام 1969م وقد حكم البلاد ستة عشر عاما. وبعدها قاد المشير عمر البشير انقلابا في عام 1989م والذي دام حكمه ثلاثون عاما. فكان حكم العسكر في السودان هو الاكثر تمديدا وتجديدا وقهرا واستبدادا. واستأثرت العسكرية بنصيب الاسد 52 عاما وهم يحكمون . وكان نصيب المدنيين 12 عاما فقط . ولكم ان تتخيلوا مدي تغول الاستبداد في بلادنا وكل هذه السنين العسكرية ، وكيف كان حال الوطن والمواطن ، وكيف هي الآن وهذه الشراكة العرجاء التي تريد الوصاية. الآن الآن اصبح الخلاف عصيا بين الشريكين. والحل في ابتعاد العسكر عن المشهد السياسي حتي لا يتكرر الفشل . ولعل اكثر ما يستفز الثوار تلكم العلاقة الوثيقة ما بين العسكر وفلول الحكومة البائدة. فالشعب لا يريد عودة الي الوراء ، وبصراحة الشعب لا يريد العسكر . [email protected]