منذ نعومة الاظفار ونحن نشهد فظائع تمديد الحكم في السودان و التي كان يمارسها طغاة ومستبدون. فلقد عمد هؤلاء الطغاة لتغيير القوانين حتي تمهد لهم طرق البقاء في الحكم لمدد اطول . فلم يكن التمديد إلا للمستبدين من عسكريين. ولم يكن ابدا لحاكم ديمقراطي. فهكذا كان جعفر نميري. فقد كان يبدو عملاقا لا يُبلغ شأوه احد. ولا يُشق غباره فارس. يحكم بمفرده شعبا باكمله. ينهي ويأمر ويضرب وزرائه. وهكذا كان البشير الذي تميز بالصلف والغرور درجة جعلته يتحدي الشعب ليقول غير الزارعنا ما في زول يقدر يقلعنا. وانا حصل يوم كضبت عليكم؟ فأتي بالتمكين و أحل به الولاء مكان الكفاءة، فسيطر علي البلاد والعباد طولا وعرضا. فكنا كشعب في حيرة من امرنا ونحن امام قيادات عجيبة تدعي معرفة كل شيء حينما يقتضي الظرف ادعاء المعرفة، وتدعي الجهل بكل شيء حينما يكون الجهل بوابة للنجاة، تقودنا بالحديد والنار وكأننا قطيع. فكانت قدرتهم على الاحتيال كبيرة وقد فاقت الحدود ، وكانت الآعيبهم عرجاء ظاهرها عسل مصفى وباطنها سم زعاف، وكانت قراراتهم جوفاء لا تحمل في طياتها اي عناصر نجاح. فكانوا يلبسون الحق بالباطل حتى يصعب الامر علي الشعب. فانتشر الظلم والقتل والتنكيل والابادات. وهكذا عاش الشعب حياة بغيضة. لم يهنأ فيها بديمقراطية تنشر العدل والحرية، فلقد توالت عليه سلسلة الانقلاب بدأ" بانقلاب الفريق ابراهيم عبود فى مشارف عام 1959 م حيث حكم السودان ستة اعوام. وبعدها كان انقلاب المشير جفعر محمد نميرى عام 1969 م وقد حكم البلاد ستة عشر عاما. وبعدها قاد المشير عمر البشير انقلابا في عام 1989 م والذي دام حكمه ثلاثون عاما. فكان حكم العسكر في السودان هو الاكثر تمديدا وتجديدا وقهرا. فكانت 52 عاما عسكرية. مقابل 12 عاما مدنية. ولكم ان تتخيلوا مدي تغول الاستبداد في بلادنا وكل هذه السنين. وكيف كان حال الوطن والمواطن. وكيف هي الآن.