هي من أدب الخلاف تهنئة الخصم ونعترف بالمهنية العالية التي تؤدي بها المخابرات المصرية عملها ( الدبلوماسي ) في جمهورية السودان لخدمة مصالح مصر، المخابرات المصرية هي التي تمسك بملف العلاقات بين البلدين بعيدا عن وزارة الخارجية المصرية التي تتعامل ( دبلوماسيا) مع بقية شعوب الكرة الارضية الاخري وفق الاعراف الدبلوماسية المرعية ، في الدائرة الضيقة جدا فالسودان هو الاقليم الجنوبي والامتداد الطبيعي لمصر هبة النيل ، الدافع هو الحرص علي جريان النيل حاملا الخير والطمي يجدد ويلقح خصوبة الارض المصرية . القبضة الحديدية علي ملف العلاقات السودانية المصرية فعل تمارسه المخابرات المصرية ، علي مر التأريخ تجلي حضورها في المشروعات التي تقام في السودان ، في عام 1913م وبإيعاز من المخابرات المصرية رفض البرلمان المصري تقديم ضمان قرض بناء خزان سنار، مبلغ القرض في ذلك الوقت كان ثلاثة ملايين جنيه استرليني ، قيض الله البرلمان الانجليز وحكومة صاحبة الجلالة التي قدمت ضمان القرض ، تتوالي المتاريس لبناء خزان سنار وإقامة مشروع الجزيرة لزراعة القطن ، حركت المخابرات المصرية في الفترات من 1920م الي 1924م الاحتجاجات من داخل قبة البرلمان المصري و المظاهرات في شوارع القاهرة لإيقاف بناء خزان سنار ، توقف فعلا بناء خزان سنار الي أن اغتيل السير لي ستاك حاكم عام السودان انذاك في شوارع القاهرة ، أراد الله خيرا بالسودان وأهله ورد كيد المخابرات المصرية الي نحرها وتسببت حادثة القتل تلك في عودة أعمال بناء خزان سنار وأكتمل العمل فيه عام 1926م. لا يتوقف سعي المخابرات المصرية في حماية الامن المائي المصري وهو رمانة الامن القومي ، تكللت الجهود ببناء خزان جبل أولياء المصري داخل أراضي السودان ليحصي استهلاك الاكباد الرطبة داخل الاقليم السوداني من مياه النيل ، المنح والمنع قائم بطرق متعددة لتصل مياه النيل الي مصر وفوقها كيل ( بعارين) ، التقدير لعطاء النيل في أرض مصر من قديم عهد الفراعنة ، تقدم العرائس المصرية فتيات في عمر الزهور ترمي قربانا للنيل الذي يأتي الي مصر بالخصوبة والماء ، تتواصل دبلوماسية المخابرات المصرية في حماية الامن المائي المصري وتحصل علي اتفاقية 1959م تقسم فيها مياه النيل علي نفسها ولا تبخل علي ذاتها في الحصول علي سلفة مائية من حصة السودان ، لا يذكر ملحق الاتفاقية طريقة استرداد السلفة المائية ومواقيت السداد ، ابهام حيث يكون الابهام كما في الصلاة الجهر محل الجهر والسر محل السر، أيضا وبروح الرياضة نسجل الاعجاب بدور المخابرات المصرية في انتزاع نصوص تلك الاتفاقية وللعلم جاء التوقيع بعد فوز طلعت فريد في مباراة تنس ضد أحد أبطال مصر في التنس ، المباراة اعدادا وتوقيتا وفوزا بنكهة المخابرات المصرية. شعار السودان سلة غذاء العالم وضعه في موضع الاخ المُدلل الذي تحتفي به دول العالم وعند المخابرات المصرية ذاك مس لا بد من علاجه ، تفتقت عبقرية المخابرات المصرية وكانت محاولة اغتيال حسني مبارك داخل أثيوبيا ، بلع الطعم علي عثمان والبشير ونافع والضحية السودان ، نالت المخابرات المصرية ما أرادت واحكمت الحصار علي السودان عبر المقاطعات والعقوبات الدولية ، لسان حال زعماء المخابرات المصرية يرددون بفرح : (سلة غذاء العالم ايه واستثمار أجنبي ايه اللي جاي تتحدث عنه عند عصمان البواب ) ، لا يتوقف الركض فالمخابرات المصرية تحرص علي عملها ( الدبلوماسي ) تجاه السودان ، الانفصال الي دولتين فاشلتين والعين علي مواصلة العمل في قناة جونقلي من بين الرميات التي سددتها المخابرات المصرية في حلق السودان وحكمه الاسلامولي أو أصحاب الشريعة ( المدغمسة). هو كتاب المخابرات المصرية تمارس فيه مهامها الدبلوماسية داخل السودان ، يتفاخر قادة المخابرات المصرية بأن لهم عميل في كل شبر من أرض السودان ، هم علي حق فالخلايا التي تحركت في جبرة وبعض أحياء الخرطوم مكتوب عليها بالحبر السري صنع في مصر، ولربما زرعتها شاحنات مصرية تجوب جغرافية السودان. الاخ المُدلل يعود الي دائرة الضوء العالمي وتزوره وفود المستثمرين ، زيارة رئيس البنك الدولي ومخاطبته للعالم من قلب الخرطوم يحرك قرون الاستشعار عند المخابرات المصرية ، فعل يلعب حول الاستثمار والزراعة وأموال تبذل لتطوير مشروع الجزيرة وري القمح والقطن في أراضي السودان ، لا بد من رد فعل من المخابرات المصرية فكان ايقاظ الخلايا النائمة وإلباسها سرابيل الدواعش وغيرهم من شواطين هذا الزمان الذين يشن عليهم العالم بقيادة أمريكا حربا عالمية ، التأثير علي السودان سيبلغ في مداه العقوبات التي خرج منها بعد ثلاثين عاما ، فليعود المارد السوداني الي قمقمه لتجري المياه غير منقوصة الي مصر ، الامن المائي المصري في يد المخابرات المصرية ، كتاب يفضحه ثوار ديسمبر وتقرأه عيونهم جيدا. [email protected]