(1) .. و«الدمع» في هذه المجتمعات عصي على الرجال في كل حال، وأقسى ما يكون لحظات العسر، وكما عبر عن ذلك الحردلو: ليل الغمة هود والبروق أتالن دموع الوجعة جن زي السحابات شالن ملن قرب العيون لكنهن ما سالن مو من قلهن بس في الوجوه ما خالن وعلى ألحان الموسيقار ود الأمين يسوقنا الفرح وحلاوة اللحن وتصوير اسحق الحلنقى يتدفق بالمعاني والشجون ، ومن بين الكلمات تتوارد تعابير المغالبة تلك: أقابلك وكلي حنية وأخاف من نظرتك لي وأخاف شوق العمر كله يفاجئك يوم في عيني وراء البسمات كتمت دموع بكيت من غير تحس بي وذلك بكاء يشرق بالروح ويهز الوجدان وقديما قال النهشلي: ولا تراهم وإن وجلت مصيبتهم مع البكاة على من مات يبكون «2» ومن أجمل الأشعار دقة في الوصف والبلاغة في قصيدة يزيد بن معاوية والدمع ينساب بعد أن ذهب الرمق الأخير: واسترجعت سألت عني فقيل لها ما فيه من رمق ودقت يداً بيد وأمطرت لؤلواً من نرجس وسقت ورداً وعضت على العناب بالبرد ويماثله في الغرابة ما بين مفارقة الدماء والدموع في المجالدة وذكرى القربى قول البحتري: إذا أحتربت يوماً وفاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها وذلك عندهم أن الموت أهون من الهوان، في حياة ساد فيها التنازع والتخاصم وإثبات الذات، كما قال المتنبئ: غير أن الفتى يلاقي المنايا كالحات ولا يلاقي الهوانا «3» وقد صور بعضهم البكاء في خيالات بعيدة المشاهدة، والوقائع، حين قالوا مررت على المروءة وهي تبكي: فقلت علام تنتحب الفتاة فقالت كيف لا أبكي وأهلي جميعاً دون خلق الله ماتوا وأبو بكر اللباني أحس كأن السماء تبكى حزناً على خروج المعتمد بالله: تبكي السماء بمزن رائح غاد على البهاليل من أبناء عباد ولكن ناظر البشاريين ود كرار يعود بنا إلى دائرة الدمع الشفيف الذي يغالبه ويتدافع غصباً لمجرد توارد الحبيب في الخاطر: لمحت خياله دمعي أتعاكك هوت أقدامي حسيت بالأرض تتراكك وأرق منه في التعبير والإشارات الشاعر أبو آمنة حامد حين قرن الدمع ووشوشة العبير في رقة الحرير: وشوشني العبير فانتشيت وساقني الهوى فما أبيت يد الحرير ارتعشت بكفي بكيت من رعشتها بكيت ومثلما كان دفق الدمع عصياً في السودان، وقد قارب به الشاعر أبو فراس الحمداني معان بعيدة، وهو يقول: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا أمر إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر مثل ذلك فإن قشاش الدموع عنوان للشهامة والمروءة، فقد رثى ود شوراني الناظر أحمد ود كرار وقال: راح الفارس الأضعف دفعته قعود كف جموع وقش دموع وغطى عروض ملك ود ناس وماخد الكاس وقاضي غروض سيئة ظروفنا ضاقتنا الليالي السود لقد ساء حاله برحيل الناظر، بينما الشاب ود الصغير أمر آخر: مليان بالمواجع وبي الدموع متزيق أسود حالي حالك يا أم حسيساً شيق وحات العلا ردفك وخلي نصك ضيق كل ما يهل صباح يلقوني ماشي رقيق وقد أحسنت الشاعرة الحرم عبد الله أبو سن وهي تمدح ابنها الشيخ عبد الله ابراهيم أبو سن والذي كان قاضياً شرعياً ورجل إدارة وهي قصيدة «دهب الخزانة» وتقول فيها: مرق ود كرسي الحكومة قشاش دموع الظلومة الضائقة بفرج همومها والواجبة بيعرف لزومها ٭٭ شدوا ليه المقلد نهم تيلادو المولد نسف الكيس لينا جرد وشيشك لي الدمعة برد ان الدموع مقياس الشعور للحزن والفرح ، ولكل دمعة قصة وحكاية ، وقديما قال حافظ ابراهيم : شكرت جميل صنعكم بدمعي ودمع العين مقياس الشعور لأول مرة قد ذاق جفني على ما ذاقه طعم السرور د.ابراهيم الصديق على 26 اغسطس 2017م.. إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة