قريبا سيعلن العسكر تعطيل العمل بالوثيقة الدستورية .. وإذا حدث ذلك ، وحتماً سيحدث .. فحينها لا يتردد العسكر في نفض أياديهم عن اتفاقية جوبا للسلام .. وإذا حدث ذلك ، وحتماً سيحدث .. فسيستحكم العسكر قبضته على جميع مفاصل الحكم في البلاد .. وإذا حدث ذلك ؛ وحتماً سيحدث ؛ فسيمتنع العسكر عن تسليم مجرمي الحرب المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بشكل نهائي . وإذا تم ذلك ، وحتماً سيتم .. فسيطلق سراح جميع رموز النظام السابق القابعين حالياً خلف القضبان باحتفالات رسمية ، وسيتم تكريمهم كأبطال وطنيين ، لا كمجرمين . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيحل محلهم جميع رموز الثّورة السودانية ممن لم يقبل بلعق "بوت" العسكر .. وسيمتلئ المعتقلات بالصامدين من الثوار . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيعود رموز النظام السابق إلى السلطة مرفوعي الجباه والأصابع الوسطى .. وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فستبدأ عمليات الاغتيالات الانتقامية المنظمة وتصفية أشرف شرفاء الثّورةالسودانية . وإذا تم ذلك ؛ وحتمًا سيتم .. فستنقلب البلاد إلى أسوأ مما كانت عليه في مطلع تسعينات القرن الماضي . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيُعلن السودانُ مجدداً كأحد بؤر الإرهاب . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فيعود مسلسل الحصار والعقوبات والابتزازات الدولية . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فستضيق الحياة المعيشية والأمنية بصورة أفظع من ذي قبل . وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيثور الشعب السوداني مجدداً ، وستسيل دماء كثيرة ، وسينتصر وسيُسقط النظام المستبد. وإذا تم ذلك ؛ وحتما سيتم .. فسيقوم الثوار بتشكيل حكومة انتقالية بمشاركة العسكر وبعض المليشيات المسلحة .. وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيستأثر قِلةٌ من الثوار بالسّلطة .. وسيضطر آخرون للارتماء في أحضان العسكر مجدداً .. وإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيعمد العسكر على توسيع هوة الشقاق بين الرفاق، حتى يجعلهم يخوضون حرباً ضروسا فيما بينهم ، متناسيين جميع قضاياهم الأساسية التي ثاروا من أجلها. فإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيقوم العسكر بالتدخل وإعلان حالة الطوارئ . فإذا تم ذلك ؛ وحتماً سيتم .. فسيعقبه بحلّ الحكومة الانتقالية ، وإطلاق سراح رموز النظام الساقط.. وتصفية الثوار المتناحرين.. وسنصير على هذا المنوال إلى أن تقوم الساعة .. أو يتوحد الثوار ويتنازلون عن عنجهيتهم ، عنصريتهم ، أنانيتهم ، تعاليهم ، تخلفهم ، عفويتهم ،سطحيتهم ،ومطامعهم الشخصية. وغداً ستكشف الأيامُ ما سكتت عنها الألسنُ والاقلامُ . [email protected]