نصف عقد من الزمان يمر بسرعة الرياح على واقعة فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم ؛ والتي شهدت واحدة من أبشع المجازر الموثقة تحت سماء الخرطوم بحق مئات من الشباب العُزّل الذين لا يحملون سوى حلمهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم المتمثلة فى (...)
أظن وليس كل الظن إثم ، أن الجيش والدعم السريع سيقومان بمقايضة مدينة الفاشر مقابل مدينة ود مدني بعد أن يتوصل الطرفان إلى تفاهمات تفضي إلى فتح مسارات آمنة لانسحاب قوات كل منهما.
إن انسحاب الجيش من الفاشر والدعم السريع من مدني يعني تضحية كل منهما ببعض (...)
لم تتعظ المنظومات العسكرية الحاكمة في السودان من تجاربها الطويلة التي تعتمد على سياسة صنع شماعات بشرية لتنشر عليها سراويل فشلها المنتفخة بغائط الخذلان وعار الهزيمة والانكسار. فما ان تنهزم أمام خصومها في ساحات المعارك، حتى تلجأ لشن حملات انتقامية (...)
لم تتعظ المنظومات العسكرية الحاكمة في السودان من تجاربها الطويلة التي تعتمد على سياسة صنع شماعات بشرية لتنشر عليها سراويل فشلها المنتفخة بغائط الخذلان وعار الهزيمة والانكسار .
فما ان تنهزم أمام خصومها في ساحات المعارك ، حتى تلجأ لشن حملات انتقامية (...)
أشكرك جيشنا الباسل من أعماق قلبي ، وأنت تؤدي دورك الوطني المخلص في حماية شعبك ، وتسهر ليل نهار لتحافظ على ديموقراطية الحكم في البلاد طوال 63 عام الماضية .
ولو لا ذلك لبدأ مسلسل فوضي الإنقلابات العسكرية الدامية في السودان منذ عام 1957، حينما فكرت (...)
بولتون/إنجلترا
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الدعم السريع ورغم ما ظللنا نسمعه من بعض "مثقفاتيته" و"لايفانجيته" الذين ما فتئوا يستميتون في محاولة تحسين صورته وتبرير أفعاله لإقناعنا بأن فرعون الأمس قد أصبح اليوم موسى، إلا أن واقع ما يجري على (...)
لا يختلف اثنان حول حقيقة أن لا قادة سياسيين -عسكريين كانوا أو مدنيين- مؤهلين حاليًا لحكم السودان.
إذ أثبتت التجارب أن اللاعبين في الحلبة السياسية السودانية الذين عادة ما تنتفخ أوداجهم بالشعارات الوطنية الرنانة، هم أبعد ما يكونون عن الوطنية والوطن، (...)
لم تختلف طرقُ وأساليب المؤسسة العسكرية السودانية في التعاطي مع أزمات البلاد منذ استقلالها وحتى اللحظة, سواء ذلك من حيث عدم تطوير المقدرات القتالية لدى الجندي ، ترسيخ العقيدة القتالية فيه وتعليمه أن الأولوية في الحرب هي المحافظة على أمن المواطن (...)
الأجاويد : إسم يُطلق على الجهة التي تتوسط للإصلاح بين خصمين . وأهم الشروط التي يجب أن تتصف بها تلك الجهة ، أن تكون محايدة ، حكيمةٌ ، عليمة بأبعاد المشكلة، خبيرةٌ بالطرق التي تفضي إلى حلها.
الجنجويد : مصطلح عامّي قديم يطلق على كل من يمتهن القتل (...)
على فكرة !
ما يجري الآن في مروي لا يعدوا كونه مجرد سيناريو لمسرحية استعباطية قديمة ، الغرض منها شق الرأي العام السوداني ما بين مدافع عن مليشيات الجنجويد التي بزعامة المجرم البرهان ، "بحنك" الوقوف مع القوات المسلحة على اعتبار أنها نظاميه … ضد مليشيات (...)
انشغل الشارع السوداني هذه الأيام بحدثٍ أنساه ضنكَ العيش وشظفه الذي ظل يئن من وطئته لوقت ليس بالقليل.
حدثاً أشبعه الخبراءُ تحليلاً وتعليلاً وتأويلاً ، بل ذهب الحال بالبعض إلى أبعد من ذلك حينما سمعوا تلك التصريحات التي ما برحت تخرج من هنا وهناك ، (...)
الواقع أن المرأة هي أصل الوجود البشري ، ولو لاها لما كان للبشر وجود .
رغم تلك العقلية الذكورية المتسلطة في مجتمعاتنا التي ما انفكت تكرس لامتهانها وجعلها أداة لتفريغ شحن وأقذار المستذكرين من الرجال .. إذ لا بدّ من تغيير تلك النظرة النمطية التي (...)
قصة قصيرة
في قلب تلك الساحة التي تتوسط قلب العاصمة ، ثمة شجرة عملاقة ظليلة يضاحي بريق خضرتها ثياب الحور.. تُيَمّم الطيور ، القنافذ، الجنادب، العناكب، العقارب، الحرابي، الاوزاغ، القطط، والبشر وجوههم شطرها في جميع المواسم.
كان من بين رواد تلك الشجرة (...)
أبدع الكاتب أحمد محمود كانِم في إصدارته الأخيرة "فتاة بيكاديللي" الصادرة عن دار ويلوز هاوس للطباعة والنشر بجوبا في يناير الجاري ، إذ أبهر قرائه بكنز أدبي رائع ، جاء خليطاً الكاتب فيه بين الأدب الغربي والأدب العربي في تزاوج ابداعي وجد صدى عالياً وسط (...)
آلمني كثيراً التنمر على هذا الشاب السوداني الجميل ، الذي دفعته طموحاته نحو المشاركة فيما سميت بالشعر العربي في إحدى دول الخليج .. على ما اعتقد.
*أتفق مع من يسمون أنفسهم بأعضاء لجنة التحكيم ، في أن الشاب مبارك المهدي أحمد لا يجيد من الشعر سوى (...)
قبيلتك شنو؟
يتفق معي كل من اقتادته قدماه الى مكان غير مسقط رأسه من أجزاء السودان المترامية أو كُتبت له معاشرة أناس من غير أهل منطقته بأن هذا السؤال قد بات أحد أهم عناصر تعريف النفس في السودان..
فما ان يُعرِّف الشخصُ نفسه في أول لقاء يجمعه مع غيره؛ (...)
في ديسمبر 2014م بينما كنتُ واقفاً أنتظر دوري للحصول على تأشيرة خروج ، في طابور طويل يعجِز عن عدها العادّون فإذا بحزمة من الجوازات تعبر فوق رؤوسنا متخطّية الصفوف ، لينتهي بها المطاف إلى طاولة الموظف ، الذي لم يتورع في صرف انتباهه عنا بشكل كلي ، (...)
ما فتئتِ الأيامُ تباغتنا تباعاً بسحب ستارٍ إثر آخر عن ما كانت تواري سوءات الساسة والعسكر في السودان… سوءات لطالما أريدَ لها الستر عن الأعين والأسماع ولو لحين.
فمنذ سقوط الطاغية عمر البشير الذي لم تسقط معه سوى رقصاته وهزات الذقون والأصلاب المصاحبة (...)
منذ أن اجتاح وسائلَ التواصل الاجتماعي الحديثُ عن مقاطع فيديوهات إباحية، أراد صانعوها انتسابها إلى السيد مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان جناح مناوي، أحد ابرز الأجسام الموقعة على اتفاقية جوبا التي بموجبها جيء به رئيساً للسلطة الإقليمية لدارفور، (...)
"العبد" "slave" ، كلمة أُطلقت في عهد الظلمات على أؤلئك البشر الضعفاء الذين يقعون في قبضة البشر الأقل ضعفاً، لتعني إنسان مملوك لإنسان آخر، يبيعه ويشْتَريه ويستخدمه في جميع أغراضه الخدمية والتجارية والترفيهية وحتى الجنسية… في صورة تجسد أبشع وأفظع (...)
الأنظمة الشمولية والدكتاتورية بطبعها ميّالة إلى التشبث بالسلطة وإطالة أمد بقائها، مهما كلفها ذلك من ثمن، حتى لو كان ذلك الثمن هو تدمير البلاد وتشليعها طوبة طوبة.
وهو ما يدفعهم إلى افتعال أزماتٍ يتم بموجبها إضعاف المؤسسات القومية القوية التي يُتوقع (...)
حين وصلتُ إلى تلك البلدة التي تقع على جزيرة نائية، وسط مجموعة من الجُزر الصغيرة ، باحثاً عن ذاتي التي لم أجدها في موطني، كانت الشمسُ الملبدة بالغيوم طوال الموسم قد انحنت معلنة المغيب ..
حاولتُ إيجاد مأوى يواري سوءاتي ويقيني شر أبناء الليل وبناته قبل (...)
أعتقد أن موقف الحكومة الإنقلابية في السودان المائل إلى الجانب الروسي؛ لا يعدو كونه موقفاً مماثلاً لما ذهب إليه النظام البائد حينما اصطف السودان بمعية الأردن وليبيا والجزائر واليمن وموريتانيا ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات ، خلف القرار (...)
جَريمة نكراء ، تضرب أركان عاصمة شمال دارفور التأريخية ، فتثير عواصف عاتية ، تزيل ورقة التوت التي كانت تغطي جانباً من عورة حكومة البرهان ، لتدعها عارية (ملط) أمام الناظرين.
تتلوها جريمة أكثر بشاعة وسط العاصمة السودانية الخرطوم كانت ضحيتها هذه المرة (...)
قد يصعق البعضُ لهذا العنوان اندهاشاً وسخطاً، أو لربما يصفق له البعضُ ابتهاجاً وتشفياً… لكن قبل الدخول في أعماق المقال، عليك _عزيزي القارئ_ بالاستنجاء والاستجمار بماء التحرر المقدس، والوضوء بماء الهدوء، والاستنشاق والاستنثار بهواء الصدق، وافرش سجادة (...)