ادوارد هيث رئيس وزراء بريطانيا يقول لم يكن في بيتنا كهرباء وكنت اقرا دروسي على ضوء الشموع وكان ابي يقول لي لماذا لا تترك هذا الشيء وتبحث عن عمل شريف وهنا ضحك المذيع وسأله ماذا قال حين أصبحت رئيس وزراء قال لي الم انصحك بالبحث عن عمل شريف اعتراف نزيه عن مخابئ ودلاهيز العمل السياسي لما فيه من فساد ومهما كنت متنزها لن تسلم من سهام الخبث وتعف من موائد الفاسدين فلا شرف في عالم السياسة ولا اخلاق تحكم الممارسة. بالأصوات العالية تدار الصراعات وتحت تربيزة الخصومة تعقد الصفقات وتوزع الأدوار وتقسم المناصب وتنهب الثروات وتصنع الملهاة وفي وسائل الاعلام تطبخ وتجيش الجماهير ليستمر اللعيبة المهرة في تراجيديا التمثيلية المحبوكة بخبث في سبيل استمرار نهج مكسب المغانم ومنهاج الفساد والبقاء في السلطة والتمتع بالأضواء، وللسياسي ألف وجه يتلون به ويزيف به الحقائق ومليون لسان كذوب فلا يفي بوعد ولا يصدق في قول فقط المواقف تصنع الاحداث ليلهث خلف مصالحه ومكاسبه الشخصية بلا خجل . نحن في وطن مبتلى بفصيلة ساسة قصار الهامة امام وطن كبير تضيق مساحة الامل فيه بالحياة الكريمة رغم اتساع رقعته الجغرافية وتعدد مصادر ثرواته وسحناته وتراثه المتنوع فقير تتنازعه المحن وتحيط به الاخطار تزرع فيه اشواك البؤس والفتنة ليغنم ويغتني الساسة والفاسدين وينعموا فيه بالسلطة ، تدار فيه الصراعات بالدم والموت والتدمير والتنكيل والعمالة وتحت بنود التسويات تبدد الثروات وتكوش الغنائم ليخرج لاعب وينهض اخر ولا زال مسلسل التسويات ماضي والنهب مستمر والمواطن في جوف المعاناة يلتظي صابرا وثرواته يتمتع بها الفاسدين . وخزة : الوطن بات منهكا من ممارسات افضت لواقع بائس أعاق حركة نهوضه وبدد ثرواته في صرعات لم تصنع واقع زاهي بقدر ما أدت الى مزيد من العنت والمشقة والتدمير واعاقت عجلة تنميته واصبح انسانه اكثر بؤسا وفاقة ، فلا احد يبصر اعوجاج الطريق طالما الغايات النبيلة تغيبها كوارث الوسيلة والسلطة تصلها بفوهة البندقية وتبنى المناصب بالتسويات والثروات توزع بمنهجية القبيلة . [email protected]