الآن، في هذا الظرف المضطرب الذي يمر به سوداننا الحبيب، يجب على كل حادب علي مصالح البلاد العليا، وعلى تحقيق آمال الشعب السوداني، في التحول الديمقراطي، العمل علي توضيح وتصحيح الوضع الحرج في شرق اوطن الحبيب، وتأكيد أهمية التمسك بالوثيقة الدستورية والتي تكفل حرية التعبير عن الرأي بالطرق السلمية، والإبتعاد عن أساليب العنف بإغلاق الطرق والموانئ، مما يضر، بل يخنق البلاد كلها.. في هذه الظروف الإستثنائية، يجب علي السلطة التنفيذية، ومجلس السيادة (رغم الازمة التي يمر بها)، الحزم مع "ترك" ومن معه، واستخدام كل الضغوط عليهم، من اجل وضع مطالبهم في حجمها الطبيعي، وفتح الطريق والموانئ، بالطرق التي يكفلها القانون، مع بذل كل الجهد لإيجاد حل ديمقراطي وعادل لمشاكل الشرق. في هذة الظروف الحرجة، وتشرزم الفرقاء السياسيين، يجب التعامل بالحزم اللازم مع الجميع (مدنيين وعسكريين)، وبضرورة التمسك بالوثيقة الدستورية، كميثاق وفيصل متفق عليه بين قوي الثورة، وبشهادة المجتمع المحلي، الإقليمي والدولي. على هذا الأساس، يجب وضع حد للتراشق بالكلام الخشن بين المسؤلين (مدنيين وعسكريين)، والتوجه للحوار الجاد حفاظاً علي مكتسبات الثورة ومن اجل تنفيذ استحقاقاتها وضمان التحول الديمقراطي. كفانا عبث بمقدرات البلاد، وكفانا تشتت وفرقة ومحاولات للإنفراد بالسلطة من قبل نَفَر لا هم لهم غير السيطرة على مقدرات البلاد المادية والإستحواذ علي ثرواتها عبر العنف ولي ذراع الشعب. ليعلم كل اصحاب الطموح في حكم السودان، أن كلا السلطتين، التنفيذية والسيادية، مكلفتان بموجب الوثيقة الدستورية للقيام بمهام محددة ، لفترة محددة سينتهي أجلها قريباً. لذلك، علي من يأنس في نفسه الكفائة لحكم البلاد، ان يجهز نفسه بحزمة من الاستحقاقات، أهمها، احترام تنفيذ كافة بنود الوثيقة الدستورية، التي تفضي الي التحول الديمقراطي وارساء دعائم الحرية والسلام والعدالة. بخلاف ذلك سيكون الطموح في حكم السودان "عشم ابليس في الجنة"! لأن من لا يحترم ما تم التوافق عليه من قبل قوي الثورة، لن يحظي باحترام الجماهير التي ضحت بخيرة بناتها وأبنائها، من اجل التحول الديمقراطي. من يخرق الميثاق الذي بصم عليه بنفسه، يجب ان يفكر في أي شئ غير حكم السودان. هذة حقيقة مؤكدة، بمعطيات ثورة ديسمبر المجيدة، "ثورة الوعي غير المسبوق". لذلك، نقول لأصحاب الصدور الضيقة، والمتعجلين للتربع علي كراسي الحكم في بلادنا، ان جهزوا أنفسكم لنيل ثقة جماهير الشعب السوداني عن طريق الحفاظ علي المواثيق أولاً، وقدموا ما يشير إلي جدارتكم علي المساهمة الجادة في بناء الوطن، من أجل تقدمه ورفعته ورفاه أهله. كل ذلك عن طريق انتخابات حرة وديمقراطية. بخلاف ذلك لن تتشرفوا بحكمنا أبداً! في هذا الظرف المضطرب الذي تمر به البلاد، لا يسعنا إلا ان نقول كفي، وإلا، لا مناص من أن يتسلم الثوار زمام أمرهم، بأنفسهم، لتصحيح المسار، بنفس ونفس ثورة ديسمبر المجيدة. نقول لكل من علا صوته واستكبر علينا وعلي مواثيقنا بغير وجه حق، ان حواء السودان ولود، وقادرة علي تقديم القائدات والقادة القادرين على تحقيق آمال وتطلعات التحول الديمقراطي، والنهوض بالبلاد إلى آفاق التقدم والرخاء. اللهم بلغ شعبنا الأبي قصده، وارفع من شأنه وجنبه مزالق وشرور المتربصين بأمره. إنك سميع مجيب. [email protected]