لا لن تحكمونا ابدا بالحديد والنار مرة أخرى. لا لن تحكمونا ابدا بطريقتكم القديمة يا نحكمكم يا نقتلكم . وانسوا حكاية تجارة الدين والاغلبية وتصوير الناس من الجو كذبا. وانسوا خديعة اللحى وتقصير الثوب وعلامات الصلاة على الجباه التي كانت لها اماكنها في ابو حمامة. وانسوا خديعة لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء. وانسوا حكاية نحن نسبة ال 98٪ وانسوا حكاية نحن 7 مليون كوز . وانسوا حكاية ومن لم يحكم بما انزل الله التي خدعتونا بها. وانسوا حكاية قتلاكم في النار وقتلانا في الجنة. وانسوا حكاية نحن الفرقة الناجية. وانسوا تهديدات على عثمان للشعب وكتائب الظل. وانسوا هبل وادعاء المخلوع حين قال اذا المزيكا دقت كل فار حيدخل جحرو . فكل هذه العنتريات لن تقتل ذبابة. وصدقوني فكل الآعيبكم السياسية وتجارتكم بالدين قد انكشفت. ولم تعد تنطلي علي شعبنا الواعي والذي فجر اعظم ثورة. واعلموا اي انتخابات بطريقتكم العقيمة والمتخلفة والتجارة بالدين لن تعبر بنا إلى بر الامان . واكيد سنعود خائبين الي المربع القديم . وظني ان ما قدمتموه من خطاب ديني لا يرقي لقيادة امة . فنجاح أي خطط أو استراتيجيات اقتصادية في السودان يجب أن يقترن بسياسات تهدف إلى حل المشكلات الأخرى غير الاقتصادية والمتعلقة بالفساد وغياب الشفافية وإعمال القانون والمحاسبية ، ولابد من دمجها بكل العوامل التي تؤثر ايجابا على كفاءة تنفيذ أي سياسات اقتصادية . والمشكلة ان قلوبنا كسودانيين راغبة في التغيير وان كانت همومنا في الحياة شتى . راغبة في التغيير وان كانت توجهاتنا السياسية شتى. راغبة في التغيير وان كانت احزابنا شتى. راغبة في التغيير وان كانت حياتنا شتى. راغبة في التغيير وان كانت اشواقنا شتى. راغبة في التغيير وان كانت قبائلنا شتى. فنحن لا نكاد نتفق على أمر واحد او نتحد في صف . وما زال هجومنا يتواصل على احزابنا السياسية ، والتي نحملها كل مسؤوليات ازمة الحكم المزمن التي نعيشه . ودائما ما نعمل على تثبيط عزيمة هذه الاحزاب في تطوير ذاتها ولعب دورها الإشعاعي في التكوين السياسي وتكريس قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ، كذلك تجدنا نرفض أن تتحول هذه الاحزاب إلى مجرد دكاكين انتخابية أو مؤسسات لإنتاج مسؤولين فاشلين وانتهازيين ومفسدين ، فقد تجد دوما في الساحة ممن يرجحون مصالحهم الذاتية والحزبية على المصلحة العامة من حيث التهافت على المناصب والمكاسب والامتيازات الريعية. وان كنا ندعو هذه الاحزاب إلى استخلاص العبر مما يؤخذ عليها من عيوب والتخلص من حياة تقديس الاشخاص والبيوت. وإعادة بناء جسور الثقة بينها وبين المواطنين . خاصة أن دستور 2011 متعها بامتيازات دستورية وقانونية ومادية ، تخول لها القيام بوظائفها جيدا وخلق ديناميكية كبرى في المشهد السياسي والارتقاء بالخطاب السياسي ، وإمكانية تجديد النخب الشبابية وبكل ما يمكن أن يعيد لها بريقها وجاذبيتها في قيادة الصفوف. وان كان الوقت يمضي علينا سريعا ليتركنا امام الخيار الأصعب والمر وهو حكم العسكر البغيض. والذي تركن اليه الكثير من هذه الاحزاب في نهاية المطاف. والذي نراه دوما يريد أن ينقض علينا كل يوم. وان جربناه كثيرا منذ الاستقلال وأثبت فشله بما يكفي. نعم هي ازمة حكم عظيمة نعيشها في بلادنا وهي تراوح مكانها منذ الاستقلال وتكاد تقتلنا. فكلنا يرفض عودة الحكومات البائدة ايا كانت حتى وان كان عبر انتخابات حرة ونزيهة كما يدعون . فكلنا يرفض عودة اللصوص والقتلة عبر تلك الصناديق المخروقة والمزيفة. فهناك من يعد لتلك العودة شمولية بغيضة ومكررة ومقرونة بحكم فرد يبعث في النفس كل الغثيان. وهناك من يخدعنا بحضور اممي او دولي لمثل هذه المسرحيات الفاشلة. وهؤلاء تعودوا اغراق الناس في قوقعتهم الأحادية التي مللناها. وعلى نفس الصعيد لا ينبغي تجاهل مواقف تلك الأطراف التي ستقاطع الانتخابات القادمة سواء اتفقنا مع مواقفها أم لا. فهي تحرص على توجيه رسالة لمناضليها والمتعاطفين معها مفادها أن العملية السياسية لا يعول عليها كثيرا كوسيلة للتغير مادام العائدون حريصون على تجريب المجرب وحسم اللعبة سلفا. فالوجوه بالتأكيد يريدونها ان تكون نفس الوجوه. وان ظلوا يتحدثون عن اغلبية ميكانيكية ودوائر خريجين . وأن كان من الضروري فتح المجال أمام "الجماهير" كي تناقش بحرية لماذا خرجت الجماهير ضد هذه الاغلبية. وعليه فمن السذاجة الاعتقاد بإمكانية حدوث انفراج في ازمة الحكم عندما ينعدم النقاش حول نتائج عمل الحكومات البائدة وفشلها في خلق وطن حقيقي. وأهل المنطق يقولون : "نفس الأسباب ستؤدي بالضرورة إلى نفس النتائج". فخلال السنوات القادمة سنكون أمامنا تقريبا نفس الأشخاص ونفس التجربة القديمة. ونفس الوجوه الذين سيتكلمون بنفس اللغة ويتبنون نفس السياسات ذاتها والتي رأيناها فاشلة في الماضي. وهؤلاء سيستمرون في إحاطة أنفسهم بنفس شبكات المصالح ونفس التحالفات التي نسجت في السابق . كما سيديرون شؤون البلاد بنفس الرتابة ، واكيد ستكون النتيجة النهائية هي إفراز نفس الفشل الحالي الذي نعيشه ازمة حكم بغيضة . لذا فنحن نقول لكم وبالصوت العالي لا لن تحكمونا بطريقتكم القديمة ( يا نحكمكم يا نقتلكم) . فأنتم للاسف الشديد غير جديرون بحكمنا . [email protected]