نضال عبد الوهاب لا شك أن تجربة حكم تجاوزت الربع قرن من الزمان علي ايدي الاسلاميين في السودان قد خلفت الكثير من التشويه والخراب لكل مناحي الحياة في السودان , والذي لم يعد من الممكن ان يعود لذات الملامح والالق وينطلق للامام مجددا إلا بالكثير من الجهد والعديد من الثورات للتغير والبناء مجددا وبصبر عميق! .. اجيال كثيرة قد ولدت في ظل هذا النظام وعاشت وتربت من ابناء وبنات السودان وهي اكثر من عانت دونما سواهم من الذين نعموا بسودان ماقبل البشير والانقاذ وحكم الاسلاميين , معظمهم الان في عنفوان الشباب يفترض ولكن للاسف قد طالهم الكثير من التحطيم والتحقير من قبل هذا النظام , فاصبحوا خارج نطاق خدمة الوطن لان اغلبهم بلا عمل وبلا تعليم حقيقي وبلا هم لهم غير كيف يغادرون البلد والبحث عن الهجرة وعن اوطان بديلة يحققون فيها ذواتهم وماتبقي من طموحات لم تؤد داخلهم بعد! .. السودان الان وطن يتحدث فيه قادته الحاكمين لمواطنيه عن فوائد اكل القعونج ولذيذ طعم الحمير والكلاب والقطط! بعد ان فشلوا في توفير الطعام المناسب لبلد به اكبر ثروة حيوانية من الماشية والثروات السمكية في كل المنطقة من حولنا , بلد اصبحت معظم اجزائه تعاني الحرب والفقر والمرض وسوء التغذية والنزوح المستمر والهجرة , بلد يعاني ويلات التقسيم وحروب الابادة وضياع معالمه وتحاصره حتي الفيضانات والكوارث الطبيعية وماتخلفه من انتشار للاؤبية والامراض! , وبرغم كل هذا لا يزال الحديث المكرر لقادة مايسمي بالمعارضة هو نفسه! ظللنا ولمدة 25 عاما نسمع عن التحول الديمقراطي ولانراه قد تحقق علي ارض الواقع! ثم يخفض الصوت ليتم الحديث عن اطلاق الحريات وهم اكثر من يعلم ان هذا مجرد حرث في البحر لطبيعة النظام المستبدة والباطشة! ثم يأتوا مرة اخري ليضيع وقت اخر فيما يسمي بالحوار الوطني مابين وجوه وتنظيمات وقيادات قد اكل عليها الدهر وشرب ومابين نظام يراوغ ليكسب الوقت ويخرج من ازماته التي تحيط به وهم في دواخلهم يسخرون من ممن يحاورنهم لعلمهم بانهم ليسوا إلا مجرد حمقي وقد رضوا بمجرد القبول بذلك! .. متي نستفيق نحن السودانين والشعب انه لافائدة ترجي من هذا العبث وهؤلاء القادة في المعارضة والاحزاب السياسية الحالية وبهذه التركيبة التي مللناها وذات الحلقات! متي نستفيق لنهب وحدنا ونخلق قيادات واحزاب بديلة قوامها هذا الشباب الذي وحده الان اكثر من دفع ويدفع الثمن! شباب يقود الثورة علي كل ماهو قديم وعبثي ومكرر! شباب لايركن لاصوات المخذلين ولايؤمن إلا بالتغييرالحقيقي والجديد , شباب الطلاب والجامعات وحديثي التخريج ومن يؤمنون به من طلائع المثقفين والعمال والموظفين والمقهورين , شباب لم يجد فرصته لإظهار قدراته وإعتلاء مراكز القيادة وهو الجدير بها! .. نستفيق لهدم هذا المعبد كل المعبد القديم الذي اثبت فشله في التغير للنظام والبلد , نستفيق حتي لانكون معبر لمخادعين جدد وحتي لا نجد ان الوطن قد ذهب منا وهم يتحاورون ويتبادلون المواقع والبلد يضيع! .