تحدث دولة رئيس الوزراء السيد عبد الله حمدوك إلي الأمة السودانية من منطلق مسؤولياته الوطنية و الأخلاقية .. أتي حديثه في وقت إدلهمت فيه الأمور ، وتبددت الآمال و إنحلت العقود وإنبتت الصلات وتداخلت الخطوط وتاهت الخطي وإنفرط العقد .. وبدا أن البلاد مقبلة علي طاقة من جهنم لن تبقي ولن تذر .. ويسير كثير من الناس نحوها دون تبصر او بصيرة.. كل يمني نفسه بأنه من الفئة الناجية ، بينما الكل يعلم أنها إذا طار شررها وإتقد سعيرها فلا ناج يومها من الهلاك . تحدث السيد حمدوك وأثبت أنه رجل دولة من طراز فريد ، يحكم في غابة من الجهل والحماقة و العلل .. ويتحمل في سبيل الوطن جهالات الجاهلين وحماقات الحمقي و بذاءات الساقطين .. تحدث الرجل بوقار ، لم يرغي ويزبد كما يفعل بعض أجراء السياسة وحكام الغغلة والجالسين في مقاعد القيادة دون أدنى مبرر او مؤهل .. لم ينعت مخالفيه بأنهم "كلاب تنبح" مع أن النعت يناسبهم تمامآ . جاء حديث السيد عبد الله حمدوك مباشرآ وسهلآ وخال من التعقيد والتقعر اللغوي .. وأرسل رسائل واضحة في كل بريد وسمي الأشياء بأسمائها كما حمل كل جهة مسؤولياتها وبين اخطاءها وعللها ولم يستثني نفسه من النقد .. أبان سيادته بأن الحرب ليست بين الشعب والجيش وإنما بين قوي الحرية والديمقراطية وحكم القانون وقوي الردة والظلام والجهل والتخلف .. ولم يتردد في إعلان موقفه دون مواربة أنه يقف في خندق أهل الثورة حتي تحقيق غاياتها بتغكيك نظام الإفك و دفن رفاته غير مأسوف عليه . قامت قوي الردة وأطياف الماضي البغيض ، بكل ما أوتيت من قوة تحاول إجهاض الثورة ومنجزاتها والعودة بالبلاد إلي عهدهم الغيهب الغبي البغيض .. يساعدهم في ذلك كل من تأذي من نجاح الثورة و كل من كره شعاراتها لعوار في نفسه و خطل في تفكيره وإعتلال في بوصلته الأخلاقية .. حاول كل منهم ما إستطاع أن يغرس خنجرآ في خاصرة الثورة يريدها جاثية ، خائرة ، حتي يأتي من يطلق عليها رصاصة الرحمة ويرديها قتيلة . تكالب غربان الماضي وحاولوا بعض مما في جرابهم لحرف الثورة عن مسارها وحمل الناس للكفر بها، فخلقوا كمآ هائلآ من الأزمات الإقتصادية ، ثم إنقلاب مزعوم ، فإنفلات امني ، ثم خلايا إرهابية ثم إغلاق الطرق و دالميناء .. وعندما لم تنجح كل تلك الألاعيب البائسة ، لجأوا إلي فكرة جمع كل آثامهم و"أوساخهم" في مسيرة دعوا إليها لشق صف تجمع قوي الحرية والتغيير حاضنة الحكومة الإنتقالية بنص الوثيقة الدستورية .. أقول ، أكد السيد رئيس الوزراء في خطابه أنه باق في منصبه بأمر الشعب وأنه لن يحل الحكومة أو لجنة تفكيك نظام اللصوص وقطاع الطرق .. وأنه يقود المعركة ضد أزلام النظام المدحور في كل ساحة .. و إن الذين تطاولوا علي المدنيين لظنهم بأن يدهم علي الزناد ، فإن قوي الثورة يدها علي الشارع وقد أثبت الشارع تفوقه علي البندقية يوم ان أناخ المخلوع قبل أن يرمي به حيث يجب أن يكون . المعركة طويلة والغايات سامية والوطن في إنتظار الشرفاء من أبنائه البررة يحملون همه ويعبرون به الي بر الأمان من أجل رفعته ورفاه بنيه ، وحتمآ سينتصرون بإذن الله . [email protected]