خرجت حشود ضخمة من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى يوم الخميس في احتجاجات لرفض الحكم العسكري مع تفاقم أزمة الانتقال المضطرب بالبلاد من الحكم الاستبدادي. وتقاسم الجيش الحكم مع المدنيين في سلطة انتقالية منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019 في انتفاضة شعبية بعد ثلاثة عقود في السلطة. تحالف ائتلاف من مجموعات متمردة وأحزاب سياسية مع الجيش، الذي اتهم الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة، ويسعى إلى حل مجلس الوزراء. ويقول قادة مدنيون إن هذا من شأنه أن يصل إلى حد الانقلاب ويقولون إن الجيش يهدف إلى تنصيب حكومة يمكنه السيطرة عليها. وخرجت مظاهرة يوم الخميس في ذكرى ثورة أكتوبر تشرين الأول 1964 وسبقتها احتجاجات في الأحياء الصغيرة على مدى أيام. وقدر صحفيو رويترز عدد المشاركين بمئات الآلاف، مما يجعلها أكبر مظاهرة خلال فترة الانتقال. وقال شهود عيان لرويترز إن المحتجين في مدينة أُم درمان تعرضوا لإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع. وقال مرتضى الكنزي، نائب المدير العام لمستشفى أُم درمان، إن ستة أشخاص أُصيبوا بجراح. وشوهدت أعمدة دخان فيما كان المتظاهرون يحرقون الإطارات ويلوحون بالأعلام السودانية. وانتقد المتظاهرون في هتافاتهم رئيس مجلس السيادة الحاكم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان واتهمته بالولاء للبشير. وطالب البعض بتسليم القيادة إلى المدنيين وطالب آخرون بإقالته. وردد المحتجون في أحد الهتافات قائلين "البلد دي حقتنا.. مدنية حكومتنا". وشوهد عدد من وزراء الحكومة يسيرون في أجزاء مختلفة من الخرطوم.