يقع على تجمع المهنيين ولجان المقاومة والاحزاب والقوى المدنية الاخرى مسئولية الإتفاق على قيادة ميدانية لهذه الثورة. كذلك على هذه القيادة انجاز وثيقة عمل تتناول احتمالات مآلات الثورة وطرق التعامل معها. إن مجرد الخروج في مليونيات، رغم أهميتها، بدون قيادة موحدة وبرنامج عمل لن تثمر في أي تقدم ايجابي على الأرض. هذا بالاضافة إلى أن هذه المليونيات اصبحت تتعرض لقمع مفرط بالرصاص الحي من قبل الجنجويد. وينسحب نفس المنطق على العصيان المدني لانه يحتاج لتنظيم وتنسيق (بين المناطق المختلفة في العاصمة، وبين العاصمة والولايات) وتقوية عناصر صموده. لقد اتضح للشعب السوداني أن البرهان يعتمد بشكل اساسي على الجنجويد ومليشيات الحركات المسلحة لحمايته من المساءلة عن جرائمه في دارفور ومجزرة الاعتصام وانتهاكات انقلاب 25 اكتوبر 2021. وكما هو موثق عن جرائمهم في دارفور، فان الجنجويد عبارة عن مليشيا قمع بربرية لا حدود لشهوتها في سفك الدماء وحرق البيوت واغتصاب النساء. وقد علم الشعب السوداني ايضاً أن جيشه قد صار مغيباً ضعيفاً لا حول ولا قوة له في مواجهة الجنجويد والحركات المسلحة للدفاع عن الوطن وعن ابنائه وبناته ورجاله ونسائه واطفاله العزل. ورغم فظاعة الجنجويد والحركات المسلحة المتحالفة معه وضعف الجيش السوداني امامهم، فقد اختار الشعب ان تكون ثورته سلمية، وشعاره حرية سلام وعدالة. لكن في الآونة الأخيرة بدأت هناك أصوات ترتفع بالدعوة الى عسكرة الثورة للتصدي للجنجويد والمليشيات الاخرى واخراجهم بالقوة من العاصمة والمدن الاخرى قبل ان يستفحل أمرهم أكثر وتتكرر مجازر دارفور في العاصمة. وهنا لا ينسى الناس تهديد حميدتي لأهل العاصمة بان عماراتهم ستسكنها القطط، وما يقصده طبعاً هو ان الناس ستترك بيوتها هرباً من بشاعة ما سيفعله جنجويده بهم وببيوتهم التي ستصبح مجرد خرابات تسكنها القطط. ويرى هؤلاء أن سلمية الثورة قد أغرت الجنجويد على مداهمة الأحياء الآمنة في العاصمة وقتل الشباب والشابات الابرياء العزل وضربهم بالهراوات وسحلهم في الطرقات، كما اغرتهم أيضاً على الامعان في اذلال المواطنين دون سبب سوى سكوت الناس على افعالهم، مثل الهجوم على طلبة جامعة الخرطوم في الداخليات وحلق رؤوسهم، والهجوم على طالبات جامعة الخرطوم في الداخليات ومطاردتهن في حجراتهن وهن في ملابس النوم، ونحن هنا نقرع جرس الانذار لبرهان وحاشيته ونقول له ان استخدام الجنجويد والمليشيات ضد المواطنين الابرياء والتمادي في قتل الثوار العزل وقمعهم واذلالهم للبقاء في الحكم بقوة السلاح قد يدفع الثوار الى حمل السلاح في وجهك ووجه جنجويددك ومليشياتك، وعندها لن تستطيع اعادة عقارب الساعة الى الوراء وستسقط حتماً. مثل هذه الثورة المسلحة ستستقطب الآلاف من الشفّاتة والكنداكات الذين يشاركون الآن في المليونيات السلمية وستكون كتائبها حشود مدربة لا قبل للجنجويد بها، خاصة اذا نسقت خططها مع الحركات الوطنية المسلحة بقيادة عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور ومالك عقار. ولن تكون بالطبع هذه الثورة المسلحة ضد الجيش السوداني المسكين ولكنها ستكون لتحرير الوطن والجيش نفسه من سطوة الجنجويد والمليشيات. ولكل ذلك ولتجنيب الوطن والمواطنين واهله ويلات الحروب على البرهان ان ينصاع لأمر الشعب ويسلّم السلطة للمدنيين كاملة مسلّمة لا شِيةَ فيها. 5 نوفمبر 2021