فاطمة غزالي اليوم 13 نوفمبر من أيام الثورة المجيدة .الرحمة للشهداء، عوداً قريباً للمفقودين ، عاجل الشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين والمعتقلات على رأسهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الذي مازال قيد الإقامة الجبرية والوزراء المعتقلين. 13 نوفمبر يؤرخ لمعركة من معارك الصراع القديم المتجدد بين الحق الممثل في نضال شعوب والباطل ممثلاً في قهر الطغاة. الفريق عبدالفتاح البرهان الذي أعلن عن مجلسه السيادي العسكري ونصب نفسه رئيساً هو أحد هؤلاء الطغاة قطعاً لايعرف التعامل خارج إطار السلوك الذي يجيده الطغاة ألا وهو منطق الأحادية الذي غذي التوتر السياسي ورفع درجة الاحتقان في الشارغ السوداني الرافض للانقلاب الذي استخدمه الطاغية في محاولة لي ذراع المسار الديمقراطي إلى درجة الدخول في مواجهة مع الشعب الذي حى شبابه بالمهج والأرواح فداءً لوطن حر. لا جدال مطلقاً في أن البرهان أغرق البلاد في أعمق أزمة سياسية يمر بها السودان منذ الاستقلال وهندس الأوضاع غير الطبيعية بالانقلاب وتداعيته التي جعلت الحل عبر الحوار هدف بعيد المنال فالأوضاع السياسية اليوم لسان حالها يقول إن جراحتها اعيت كل راتق على الرتق فرفع الشارع السوداني شعارته مجدداً مبتدئة باللاءات الثلاث ( لا تفاوض / لا انقلاب / لا شراكة مع العسكر). اللاءات معبرة بكل صدق عن رفض الشعب لحكم العسكر فهي لم تأت أي اللاءات من فراغ بل تبلورت نتيجة لإنهيار الثقة تماماً في البرهان وحميدتي والذين اختاروا أن يكونوا مع محور الشر فقفزوا مع البرهان قفزة في المجهول ادت إلى الانحدار السريع للأوضاع السياسية في البلاد إلى درجة وضعت حبل المشنقة السياسي على عنق كل من وقف ضد إرادة الشعب الذي خرج شاهراً هتافه ضد الديكتاتور الذي سيركع لإدارة الشعب كما ركع قبله الطاغية منفذ الإبادة الجماعية البشير وعصابته. سعى البرهان للخروج من المتاهة السياسية بالشروع في تشكيل مجلسه بحثاً عن شرعية شعبية مفقودة وشرعية دولية يستجدي عطفها بالرغم من مواقفها الواضحة من الانقلاب، جمع البرهان حوله ن فلول النظام البائد والانتهازين الذين يملئون القنوات الفضائية صراخاً لتزوير المشهد السياسي ووصف الانقلاب بمسيمات تبعد عن الحقيقة كبعد السماء من الأرض ومنحوا أنفسهم القاباً أكبر من مقدراتهم ومؤهلاتهم (خبير استراتجي) إلى درجة افرغت هذا الوصف من محتواه الذي يستند على الخبرة والعلم والمعرفة والقدرة على التحليل وقراءة مابين السطور. (خبير استراتجي) هذه أصبحت محل سخرية لمن يحاول أن يتدثر بها خلف موقفه السياسي حتى يجد له مكانة في نظام غير شرعي مستند على قوى عسكرية لا تملك إلا البندقية التي تسعى لأن تحول الشتاء في السودان إلى صيف ساخن لولا أعين المجتمع الدولية التي تراقب المشهد في السودان وتخذر من العنف. نعم احتمالية استخدام العنف من الأشياء التي تثير القلق وسط المجتمع الدولي إلا أن المسافة بين الخوف والقلق والشعب السوداني بعيدة جداً في معركة الحرية والكرامة لشعب يخرج صغاره قبل كباره وشبابه يتبسم ساخراً من الرصاصة التى يظن السفاح أنها ستُرهب الروح المخلوقة من معدن العزة . شباب من شعب ليس كمثله في شعب يخرج حاملاً روحه بين كفيته قرباناً لوطن كريم، كل منهم يتوقع أن يكون رقماً بين أرقام الشهداء مثلما يتوقع عودته وثيابه معطرة برائحة الغاز المسيل للدموع أو بجرح لا يشعر بألمه لأن الجُرح الوطن عند الشرفاء يُنسي جُرح الجسد. شعبُ شعاره الشعب شعب أقوى والردة مستحيلة لن يُهزم بالبندقية ولن يثني عزمه الوقود ولا الخبز لأنه خرج مناضلاً لأن يشرب بالعزة كأس الحنظل ولا أن يشرب كأس الحياة بذلة، وهذا ما لا يفهمه البرهان واتباعه من الانقلابيين، ولا تدركه ابصارهم، ولا تسنطيع عقولهم فك طلاسمه لأنه فهم للحياة لا يتناسب طردياً مع أفكارهم المستندة على الجبروت والطغيان. حقاً الطبع يقلب التطبع كيف لمن كان ديكتاتوراً لمدة ثلاثياً عاماً أن يصبح ديمقراطياً في ثلاثة أعوام؟ . ثورة .. ثورة.. ثورة حتى النصر [email protected]