من لم يعتبر بما رأى وشاهد لن يفيده أي درس والعاقل من حسب ( للتجي مداهماهوا) بعقل راجح ومن لم يتحسب بوعى الى مالات الأمور لم يسلم من السقوط وتجرع مرارة الفشل ويبدوا ان البرهان لم يقرأ التاريخ جيدا ولم يستوعب حقائق الواقع وتغافل عن تحليل المشهد بتاني وروية ,ولكن الحقيقة المجردة من مساحيق الزيف تبين ان القفزة لن تبلغ بالرجل مرامه ولن توصله في مضمار السباق الا لحتفه ونهاية طريقه لم تعد سالكة في ظل ما زرعه الرجل من اشواك فتناسى انه اصبح يسير حافيا فرمى بنفسه في عمق الخطر . لا خيار الان امام الرجل اما ان يسير في طريق المخاطر الى نهايته ويحصد هشيم ما جنته يداه من مخازي وعار وسفح وما ولغ فيه من سفك ومظالم او يعيد الامور الى نصابها وأيضا تحمل وزر ما اغترف من بطش وسكب من دم وما عاد من احد يستطيع ارجاع عقارب الساعة الى الوراء او وقف سرعة تدحرجها , ان اللعبة خرجت من افق العقل الضيق الى رحاب أوسع ومدارك اشمل ولا حليف بات يثق فيه وكل ما في المشهد يقول ان الورطة اكبر وشباك الازمة امتن والحيرة باتت سيدة الموقف ولا افق حل تخرجه من الورطة. لم يترك الرجل جسرا ليعبر به من ظلمة نفقه الى شوارع أحلامه فزرع بوهم تصوره منافذ من سراب وظن بلا وعي وادارك ان ما يراه هو الصواب فمضى بنشوة السلطة وشهوة السلطان يشيد في جدار الوهم قصور سلطته وظن في باطن عقله انه الأوحد المخلص فوقع في براثن الضلال وسلك طرق الهلاك وقذف بالوطن الى مستنقع مدمر .الان الرجل يفقد كل مسالك هروبه وخسر جل رهانه وما عاد يملك من حاضنة وحليف واصبح حسيرا يواجه اللعنات فقد في لحظة طيش كل شيء . وخزة : مشهد الدم والموت والسحل والبطش والتنكيل إعاد مشاهد الفواجع والالم للذاكرة وصحى في الأرواح حزن قديم وثار لدم لم يبرح نزفه القلوب بعد ولم يجف في النسيان , و لازال مطلب القصاص حق مشروع يطارد الايادي المعطونة في سفكه فلا بد من صباح العدل وان طال ليل الظالم .