تطمح موسكو لتعزيز تعاونها مع الخرطوم في المجال العسكري، وتخطط لإنشاء قاعدة عسكرية روسية لها في السودان، لإحياء نفوذها في منطقة القرن الأفريقي، وفق ما أكده تقرير نشره موقع "موندافريك" اليوم الأحد. ويطرح التقرير تساؤلات عن مدى تأثيرات انقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، على سلطات الحكومة الانتقالية في 25 تشرين الأول أكتوبر الماضي، على العلاقات بين الخرطوموموسكو، مذكّرا بأنه "في أيار مايو 2019، بعد شهر بالكاد على سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وقعت روسيا اتفاقيتين عسكريتين مع السودان، لا سيما في المجال البحري. وفي تشرين الثاني نوفمبر 2020 حصلت موسكو على امتياز في ميناء بورتسودان، البوابة الإستراتيجية للبحر الأحمر ولقناة السويس. ووفق التقرير فإنه "على نطاق أوسع تهدف روسيا إلى إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة، وهي طريقة لاستعادة موطئ قدم لها في القرن الأفريقي (الذي فقدته منذ إغلاق القاعدة السوفيتية في الصومال العام 1977)". وجاء في التقرير "يبدو أن الحكومة العسكرية السودانية، التي تخضع الآن لضغوط العقوبات الأمريكية، قد وجدت أرضية مشتركة لها مع روسيا والصين، حيث يتم تقديم القاعدة العسكرية الروسية كعامل يمنع أي تدخل خارجي افتراضي في السودان ويسمح للنظام العسكري بالبقاء في السلطة". ويتابع التقرير أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن تدهور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن على خلفية الانقلاب العسكري قد يفتح آفاقًا إضافية أمام الجهات الروسية غير الحكومية للعمل في السودان، حيث يعود ظهور عناصر من المجموعة الروسية الخاصة المعروفة باسم مجموعة "فاغنر" في السودان إلى فترة ما قبل الثورة السودانية" وفق تعبيره. وفي نهاية تموز/ يوليو من العام 2018، كانت هناك تقارير عن مجموعة من 500 عنصر من مجموعة "فاغنر" تعمل في معسكر يقع بالقرب من الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى. وبحسب التقرير فإنّ مقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية أمضوا خمسة أشهر في المنطقة ليس فقط لتدريب القوات السودانية ولكن أيضًا لتدريب المقاتلين من جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة. ويشير التقرير إلى أنّ السلطات الأمريكية أثبتت أن شركة "أم أنفست" الروسية كانت بمثابة غطاء لقوات مجموعة "فاغنر" العاملة في السودان، وكانت مسؤولة عن وضع خطط وحملات تضليل تهدف إلى قمع المتظاهرين من أجل الإصلاحات الديمقراطية. وأشار القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، إلى أن بناء المركز اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان سيستغرق وقتا في إطار الاتفاقيات الموقعة التي تؤكد "تعاونا طويل الأمد ومستمرا بين الخرطوموموسكو، بما في ذلك المجال العسكري" وفق ما نقله التقرير. وقال البرهان إن السودان "يسعى لتوسيع التعاون مع روسيا الاتحادية في المجال الاقتصادي، مستشهدا بالاستثمارات في مجالات التعدين والطاقة والزراعة، حيث وقعت شركة "روزجولجيا" الروسية عقدًا في أيلول/ سبتمبر 2021 لاستكشاف رواسب الذهب في السودان. وعلّق عبد الفتاح البرهان في تصريحه لوكالة "ريا نوفوستي" بأن "موسكو صادقة دائمًا وتنظر إلى كل شيء بعيون مفتوحة، بينما يرى الآخرون نصف الكأس الفارغ" وفق تعبيره.