قال كبير الشرطة لمعاونيه الجماهير كرزمة ورق اللعب لايمكننا أن نلعب بها أبداً إلا بعد خلط الأوراق وتفريقها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي أعود للموضوع السابق المتعلق بالاعتداء على شخصي في موكب19 ديسمبر من قبل افراد من الشرطة، في كبري النيل الأبيض، أعود وفاءاً بوعدي لكم بالعودة لتفاصيل ماقمت به من إجراءات قانونية حتي لايفلت الجناة من يد القانون الذي من المفترض أن يكونوا حماته، وأكثر الناس حرصاً علي بسطه في الحياة العامة، حتي تسود روح العدالة.. ولكن هل يمكن ان يحدث ذلك في ظل هذا التردي المهني والاخلاقي؟!
أولاً أتقدَّم لكم بوافر الشكر والتقدير لوقفتكم العظيمة وتضامنكم معي، من خلال سيل الرسائل والمكالمات التي لم تنقطع خلال اليومين الماضيين، ومن خلال مروركم الكريم هنا بالمتابعة والتعليق بالشجب والإدانة لسلوك افراد الشرطة معي. ماحدث بالتاكيد أمر مؤسف لأنه صدر من جهة مناط بها حفظ كرامة الناس وحمايتهم وصون حقوقهم، وأود أن أتقدم بالشكر لمجموعة المحامين الذين وقفوا معي بأعداد كبيرة وتولوا أمر التقاضي بفتح البلاغ بالقسم الجنوبي أم درمان تحت الرقم 2803 .. وساعود في منشور لاحق بذكرهم فرداً فرداً حفظاً لحقهم الأدبي.. مرةً أخري لهم مني التجلة والاحترام ومن هنا أحب أن أبعث برسائلي لكل من:
أولاً: د. عبدالله حمدوك كان أول قرارتك بعد العودة لمنصبك اختيار مدير الشرطة.. تبدلت المقاعد ولم تتبدل الثقافة والسلوك جلس الامن مكان اللاأمن.
ثانياً: مدير عام الشرطة سيل من الانتهاكات والاعتداءات علي المواطنين تحملها مواقع التواصل يصل بعضها مستوي جرائم ضد الإنسانية والمتهم واحد.. تعدي علي الناس بالضرب والسلب من أفراد وجماعات. أفضل ما خرجت به من متابعتي لإجراءات البلاغ حجم التردي في بيئة العمل، فهذا الواقع لا ينتج إلا الذباب، والباعوض، والالفاظ الجارحة، والمزاج العكر، والعنف تجاه المواطنين. الصورة المرفقة مهداة إليك ومعاونيك. أعتقد إصلاح بيئة العمل، والتأهيل، والاعداد التربوي لأفراد الشرطة أفضل من العنف الجسدي واللفظي الذي يمطرون به الضحايا، وترويع الأبرياء. سؤالي لك شخصياً: هل حمل مواطن لعلم بلاده جريمة تستحق كل العنف الذي قام به أفراد قواتكم ضدي؟!
ثالثا: إلى الرائد الطيب الفاضل أشكر لك اعتذارك المهذب، ولكني لا أقبله ليس انتقاصاً من قدرك، ولكن من اعتدوا علي بالضرب والخنق بالعلم وتمزيق ملابسي أفراد تجردوا من أي وازع أخلاقي أومهني، ولايكفي في ذلك اعتذار شخصي، وعليه أدعوك للإدلاء بشهادتك وأنت تري وتسمع كل ماجري، كما أني أرجوك أن ترد إليَّ العلم الذي اغتنمه أحد المعتدين من أفراد قوتك، لأن هذا العلم بجانب المعاني الوطنية له عندي قيمة خاصة بالضرورة لايعرفها صاحب الغنيمة ولا تعنيه.
أخيراً.. الشرطة السودانية ليست ملكاً لأحد، ولا بد من السعي واستنهاض الهمم لإصلاحها، وتأهيل كوادرها، وإصلاح بيئة العمل في الأقسام، حيث أن هذا الواقع المتردي لا يليق بجهاز يحمي القانون، ليُفضي إلى حياة كريمة في ظل دولة مدنية تقدم فيها ولأجلها الارواح والدماء الزكية.