تحدثت اليوم مع والد الشهيد الروسي، لإكمال الإجراءات القانونية والبدء في مباشرة الدعوى الجنائية. قبل هذا وذاك شعرت بالضآلة ووالده يحكي لي أن الشهيد جمّد دراسته الجامعية بجامعة السودان للتفرُّغ للثورة وحمايتها. من أين أتى هذا الجيل الذي نراه الان في الشوارع وهو يقدم اروع أنواع البسالة والجسارة؟ كما سأل أديبنا الراحل الطيب صالح عن عصابة الانقاذ من أين أتي هؤلاء؟ وكان سؤالا إستنكاريا!!! ولكننا الآن يجب أن نعترف ونقر أن هذا الجيل الذي نراه الان يقدم أروع الجسارة والنضال في المظاهرات الحاليه قد فاق كل الاجيال السياسية التي سبقته في العهود السابقه في محاربة الدكتاتورية والظلم. لذلك على القوي السياسية أن تتعلم من هذا الجيل معاني حب الاوطان والوطنية. على البرهان ورهطه أن يعلم أن جيل الروسي وبيبو وهزاع وبكوري وست النفور مختلف عن السياسين الذين يحاورونهم في الغرف المغلقه. على البرهان أن يعي ان هذا الجيل لن يقبل إلا بدولة مدنية كاملة الدسم. ## مازال الامر بيدك يا جنرال برهان أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه بأن تسمع صوت هذا الجيل وأن تتقدم بإستقالتك فورا وتعتذر لهم. إنهم لن يتخلوا عن معركتهم النبيلة في الوصول الى الدولة المدنية كاملة الاركان حتى ولو تم قتلهم جميعا. إن التاريخ لن يرحمك فيما حدث من قتل للاطفال ولكن يمكنك التوقف والاعتذار وتأكد أن قلوبهم كبيرة ونبيلة وسوف تجد منهم ومن ذويهم كل الخير. إنها فرصتك الأخيرة. إتخذ القرار الصحيح قبل فوات الأوان، وقبل أن يتمزق هذا الوطن وتكون أنت المسؤل عن ذالك ووقتها لن ينفعك أبو هاجه أو الحوري أو التوم هجو وغيرهم. واجه الحقيقة مع نفسك واتخذ القرار الذي ينتظره الشعب السوداني.