1- خلال أقل من عام ، وتحديدآ – في الفترة من أبريل عام 2021 إلى يناير الجاري 2022-، ضربت حمى الانقلابات القارة الافريقية خاصة في جنوب الصحراء الكبرى، بأن شهدت خمسة انقلابات ، في بوركينا فاسو وماليوغينياوتشاد والسودان .. وهي كالاتي : (أ)- في سبتمبر الماضي 2021 ، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية اعتقال الرئيس ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري ، وحل مؤسسات الدولة ، في انقلابٍ سلمي أنهى دور أحد مخضرمي السياسة الإفريقية ، وقاد الانقلاب الضابط ممادو دومبويا الذي ينحدر من إثنية المالينكي من منطقة كانكان ، تم استدعاؤه عندما كان ضابطًا في الجيش الفرنسي عام 2018 إلى غينيا ، ليقود "تجمع القوات الخاصة"، وهي وحدة النخبة في الجيش الغيني المدربة بشكل جيد، والحائزة على المعدات العسكرية الأكثر تطورًا . (ب)- في يوم 25 مايو ، أطاح الضابط الذي قاد الانقلاب في مالي أغسطس 2020 بالرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء ، وعيّن نفسه نائبًا للرئيس ، وقال العقيد أسيمي غويتا: إن الرئيس باه نداو ورئيس الوزراء مختار عوين فشلا في أداء مهامهما ، وكانا يريدان تخريب عملية التحول في البلاد ، واعتُقل الرئيس الانتقالي ورئيس الوزراء ، بعد تعديل وزاري أقيل فيه اثنان من القيادات العسكرية ، وبعد أن استتبت الأمور عَيَّن غوينا نفسه رئيسًا للدولة، ورفض تنظيم الانتخابات في موعدها المقرر سلفًا ؛ الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات على مالي من مجموعة "الإيكواس". (ج)- أما في تشاد فبعد مقتل الرئيس إدريس ديبي 20 أبريل 2021 خلال مواجهات مع مليشيات "جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد" شمالي البلاد ؛ لم يجر انتقال السلطة إلى رئيس البرلمان، حسب الدستور ؛ بل قام نجله محمد إدريس ديبي بتولي السلطة وحل الحكومة وأوقف العمل بالدستور . (د)- في شهر يناير الماضي 2022 ، أعلن الجيش في بوركينا فاسو عزل الرئيس روش كابوري وتعليق العمل بالدستور ، وإقالة الحكومة وحلّ البرلمان وإغلاق الحدود ، ووعد العسكريون الذين نفذوا "الانقلاب" بالعودة إلى النظام الدستوري . (ه)- في يوم 25/ اكتوبر وقع اغرب انقلاب في السودان ، انقلاب لم يشهد العالم له مثيلاً من قبل !!، هو انقلاب (فشنك) بمعني الكلمة قام به الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان منقلبآ علي نفسه هو رئيس البلاد!! ، قام بانقلابه دون ان يستعين بقوات مسلحة او ضباط وجنود او تحريك دبابات !!، ولا قام بحصار عسكري للمرافق السيادية والوزارات !!، هو اول انقلاب في العالم لم يتم فيه اذاعة البيان العسكري رقم واحد!!، واغرب مافي هذا الانقلاب ، ان الشخص الوحيد الذي عرف بالانقلاب قبل وقوعه بيوم واحد هو الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، الذي سافر اليه البرهان ليستاذنه في الانقلاب!! . 2- السؤال المطروح بقوة في الساحة السياسية السودانية اليوم يدور حول" هل انقلاب 25/ اكتوبر هو اخر الانقلابات السودانية ؟!!، ام ان "حميدتي" الذي استطاع ان يحل القوات القوات المسلحة برمتها ، وحلت قوات "الدعم السريع" مكان المرحومة القوات القوات المسلحة ، يستطيع بكل سهولة ان يقوم بانقلاب عسكري – بمثل السهولة التي قام بها البرهان بانقلابه -، ولن تستطيع اي قوة مسلحة في البلاد صده ومقاومة الانقلاب؟!! . 3- الجنرال/ "حميدتي" سبق ان صرح للصحف من قبل بتصريح اثار كثير من اللغط والمناقشات الساخطة في الشارع السوداني ، فقد اجري معه الصحفي الامريكي "ديكلان والش" مدير مكتب "نيويورك تايمز" في القاهرة مقابلة صحفية في يوم 15/ يونيو 2019 – اي بعد (12) يوم من مجزرة القيادة العامة – ومها قال حميدتي في المقابلة "إنه يرى أن وصوله للسلطة أمر لا بد منه ، وإلا فستضيع البلاد."!!!! . 4- (أ)- وصفت صحيفة "لوموند" الفرنسية بانه "، قائد أقوى ميليشيا شبه عسكرية في البلاد ، ونائب رئيس مجلس السيادة ، وأحد أغنى رجالات السودان، وصفته الصحيفة بأنه الرجل القوي للنظام السوداني بعد انقلاب 25 أكتوبر . (ب)- فهل يعقل بعد انتخابات يوليو 2023 ان يترك "حميدتي" بكل سهولة كل هذه الابهة والمكانة المرموقة عسكريآ وسياسيآ وينزوي بعيدآ مجرد قائد لقوات "الدعم السريع"؟!!، ام انه سيسعي الي انقلاب عسكري اسوة بانقلابات بعض الدول التي خضعت لحكم العسكر غير آبهة بقرارات الاممالمتحدة والبرلمان الاوروبي بعدم الاعتراف بشرعية الانقلابات؟!! . 5- لو قام "حميدتي" بانقلاب عسكري واستلم السلطة في البلاد ، فسيكون البرهان اول من يقدم له التهنئة والتاييد ف"الطيور علي اشكالها تقع"!! . [email protected]