1 جاءت مليونية "الحرية للمعتقلين" في العاصمة الولايات في 14 فبراير،، والمتجهة في أم درمان صوب البرلمان، والقصر في الخرطوم،، حاشدة، أعادت زخم حشود ثورة ديسمبر الضخمة، رغم القمع الوحشي والاعتقالات الاستباقية بهدف تعطيل إسقاط الانقلاب لقيادات لجان المقاومة والمهنيين والقوى السياسية وأعضاء لجنة التفكيك، والمحاولة الفاشلة لفض ترس الحفير واعتقال لجان المقاومة الذي وجد مقاومة كبيرة أدت لإطلاق سراحهم، ودهس سائق شاحنة مصري الشهيد عاطف عبد الفراج في منطقة "سوردتو" من تروس الشمال والذي أثار سخطًا واسعًا، ليصل عدد الشهداء (81) شهيد بعد شهيدي الخرطوم وأمدرمان في مليونية 14 فبراير، فضلًا عن الخطوات الجادة نحو توحيد المواثيق الثورية في كل أقاليم البلاد، كل ذلك القمع والإرهاب لن ينقذ الانقلاب الذي سوف يذهب لمزبلة التاريخ. كان من أسباب المشاركة الواسعة أيضًا حملة الاعتقالات الواسعة حتى تجاوز عدد المعتقلين في سوبا وحدها أكثر من (100) معتقل أضربوا عن الطعام احتجاجًا على أوضاع الاعتقال القاسية بدون توجيه تهم، واختطاف من الشوارع، واقتحام البيوت بقوات مدججة بالسلاح، إضافة لإطلاق سراح الفلول وإعادة التمكين ومشاركة "الكيزان" وجهاز أمنهم في حملة الاعتقالات وقتل الثوار مع مليشيات الدعم السريع، وقوات حركات جوبا. بالتالي كانت مليونية 14 فبراير حاشدة للتضامن مع المعتقلين وإطلاق سراحهم وإسقاط الانقلاب، وبشعارات لا شراكة لا تفاوض لا مساومة، مليشيات الجنجويد إرهابية، البرهان عدو الشعب، تسليم السلطة للمدنيين، محاسبة قتلة المتظاهرين، دولة القانون، المجد للشهداء، إضافة لاتساع الإغلاق في الشمالية، كما في إغلاق لجان مقاومة محلية البرقيق طريق شريان الشمال القومي (أشكيت/ السليم) أمام الشاحنات المصرية. جاءت المليونية هادرة رغم القمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، والرصاص الحي والمطاطي مما أدى لاستشهاد الثائرين محمد الضي بالخرطوم (17- 18 سنة)، ومنذر عبد الرحيم (18سنة) بأم درمان، وبلغ عدد المصابين بالخرطوم (137) حسب بيان رابطة الأطباء الاشتراكيين، وما زال الحصر جاريًا، إضافة لضرب البمبان بالمنازل مما أدى لحرقها كما حدث في السكة الحديد، والدهس بالتاتشرات مما أدى لإصابة (3) ثوار في شرق النيل، واستهداف القناصين للثوار من داخل البرلمان بأم درمان، وحملة الاعتقالات. هذا إضافة لمواكب الولايات وثوار الشمالية الذين عملوا موكبًا ضخمًا بمناطق الولاية، والمدن التي شاركت علي سبيل المثال لا الحصر إضافة للعاصمة والشمالية: مدني، المناقل، بورتسودان، كسلا، القضارف، عطبرة، سنار، كوستي ربك (اعتصام اليوم الواحد بربك)، النهود، نيالا، سنجة… الخ. 2 هذا إضافة لاتساع السخط بسبب تدهور الأوضاع المعيشية كما في انعدام غاز الطبخ، والاستمرار في تطبيق توصيات صندوق النقد والبنك الدوليين في تخفيض العملة وارتفاع أسعار الوقود والكهرباء والدقيق، ضرائب ترخيص المركبات واستخراج جواز السفر، والارتفاع المستمر لأسعار السلع مع تدهور الأجور. فضلًا عن أكاذيب البرهان الذي نفي إصدار الأوامر بإطلاق الرصاص على المعتقلين لتحميل القوات والمليشيات المسؤولية، لكن القمع الوحشي في موكب 14 فبراير اليوم دحض ذلك، فمنذ مجازر 25 أكتوبر يتحمل مع قادة الانقلاب المسؤولية، كما طالب المتظاهرون بأوسع حملة لمحاكمة الجناة، إضافة لأكاذيب حميدتي بعدم تهريبه للذهب، كما أعلن البرهان أن مديونية الجيش على الحكومة 1,4 مليار دولار (الصيحة: 14 فبراير 2022). كما تبرع حميدتي بمبلغ مليون جنيه للمنظمات الشبابية لإعادة تدوير منظمات المؤتمر الوطني الفاشلة، مما أثار سخط الكثيرين من أين للجيش والدعم السريع هذه الأموال؟!!، علمًا بأن الحكومة تصرف عليهما، هذا إضافة لما جاء في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي بواسطة خبراء أن وزارة المالية دفعت مليون دولار لكل من حركة تحرير السودان، والعدل والمساواة، وتجمع قوى تحرير السودان، والتحالف السوداني لتغطية مصروفاتهما في السودان (الراكوبة: 14 فبراير 2022). كل ذلك أدى لارتفاع أصوات المطالبين بعودة شركات الجيش والأمن والدعم السريع والشرطة لولاية وزارة المالية، وقيام بورصات الذهب والصمغ وشركة الأقطان، وعودة قانون بنك السودان قبل انقلاب يونيو 1989 لتحكم في حصائل الصادر والعملة الصعبة، ووضع الدولة يدها على الأرض وما في باطنها لحماية ثروات البلاد من الذهب والمعادن… الخ، لوقف التهريب، والتمسك بالقنوات ليصل كل العائد بالعملة الصعبة لبنك السودان، بعد أن كشف ترس الشمال حجم النهب الكبير لثروات البلاد، إضافة لحل المليشيات (دعم سريع، مليشيات المؤتمر الوطني… الخ)، وجيوش الحركات، قيام الجيش القومي المهني الموحد، والحل الشامل والعادل الذي يضمن وصول التنمية للمتضررين واللاجئين في المعسكرات بتوفير خدمات التعليم والصحة وعودة النازحين لقراهم، بدلًا من نهب الحركات المسلحة لأموال الدولة باسم سلام جوبا الذي فشل وتحول لمحاصصات، ومرفوض من أغلبية مواطني دارفور وجماهير المنطقتين، ووقف الصرف الضخم على الآلة العسكرية والأمن والدفاع على حساب التعليم والصحة… الخ. كل ذلك أدى لتكون مليونية 14 فبراير حاشدة، مما يؤكد ضرورة استمرار وتوسيع المقاومة الجماهيرية، ومواصلة التراكم النضالي الجماهيري الجاري والمتصاعد حتى إسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي. الميدان