منذ أكثر من عشر سنوات، يحكم الرئيس الشيشاني رمضان قديروف جمهورية القوقاز الروسية المسلمة والمحافظة التي شهدت نزاعين انفصاليين في نهاية تسعينات القرن الماضي. وقديروف، البالغ من العمر 45 عاما، والممنوع من دخول الولاياتالمتحدة، يخضع وقواته شبه العسكرية لعقوبات أميركية بتهمة ارتكاب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان في الشيشان. وفي بيان في ديسمبر 2020، قالت وزارة العدل الأميركية إن "قديروف والقوات التي يقودها ويطلق عليها اسم قاديروفتسي، متورطون في مقتل بوريس نيمتسوف (…) وفي انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان". ونيمتسوف الذي كان سابقا نائبا لرئيس الوزراء، تحول إلى معارض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقُتل بالرصاص في 2015 في موسكو. وقد أوقف العديد من المشتبه بهم من شمال القوقاز، ولكن الحقيقة لم تظهر أبدا. ولكن منذ ذلك الحين، واصلت قوات "قديروفتسي، بقيادة قديروف، أنشطتها الفاضحة، مثل خطف وتعذيب وقتل أفراد مجتمع المثليين" في الشيشان، بحسب ما قالت وزارة الخزانة. وسابقا نشر زعيم منطقة الشيشان الروسية قواته في الخارج دعما للعمليات العسكرية الروسية مثلما حدث في سوريا وجورجيا. ووصل نشاط قديروفتسي حد محاولة اغتيال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المتواجد في مجمع حكومي يخضع لحراسة مشددة في العاصمة كييف، حسبما قال أحد كبار مسؤولي الأمن في أوكرانيا، الأسبوع الماضي. وكان قديروف، حليف بوتين، قال إنه تم نشر وحدات شيشانية في أوكرانيا، وإن القوات الروسية يمكنها بسهولة السيطرة على المدن الأوكرانية الكبيرة بما في ذلك العاصمة، لكن مهمتها هي تجنب وقوع خسائر في الأرواح. وقال قديروف إنه يمكنه حشد 70 ألف متطوع للقتال في أوكرانيا. ويحكم الرئيس الملتحي بقبضة حديدية منطقة الشيشان، ذات الأغلبية المسلمة والتاريخ الطويل في التمرد ضد موسكو. وكان قديروف متمردا انفصاليا سابقا قاتل مرة ضد القوات الروسية، إلى جانب والده أحمد قاديروف، وأخرى لصالحها خلال حربين في الشيشان. وخاضت القوات الروسية حربين ضاريتين مع المتمردين الشيشان، لكن المنطقة تتمتع منذ ذلك الحين بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي داخل روسيا الاتحادية وأُعيد إعمارها. وبعد حرب الشيشان الأولى بين القوات الروسية والانفصاليين (1994-1996)، اتخذ التمرد طابعا إسلاميا واتسع نحو الجمهوريات المجاورة حتى بات بعد عام 2000 حركة إسلامية مسلحة في كل شمال القوقاز. وفي أغسطس 2010 نفذ الثوار الشيشان هجوما واسع النطاق على القرية التي ولد فيها قديروف. ويعد قديروف من أتباع التيار الصوفي، كما يدعم تعدد الزوجات. وهو مشهور بامتلاكه للسيارات الرياضية الفارهة والخناجر الشياشنية ومشاركته في سباقات للخيول. قال قديروف إنه يمكنه حشد 70 ألف متطوع للقتال في أوكرانيا. حرب وحشية خاطفة وقد دعا حليف بوتين إلى شن حرب وحشية خاطفة في أوكرانيا لدفعها للاستسلام "في غضون يوم أو يومين"، وتجنيب الروس المزيد من الخسائر. والثلاثاء الماضي، قال قديروف إن جنديين من الشيشان قتلا في أوكرانيا وأصيب ستة. قديروف الحاصل على رتبة لواء في الحرس الوطني الروسي عام 2000 طلب من بوتين بعدم الالتفات إلى ما يحدث "والسماح لنا بإنهاء كل شيء"، حسب مقطع صوتي نشرته صحيفة ديلي ميل. وقال قديروف، الذي يثق فيه بوتين ووصفه ذات مرة بابنه الذي لم ينجبه، إن التكتيكات العسكرية الروسية الحالية ضعيفة للغاية، بحسب المقطع الذي لم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من صحته. وفي الرسالة الصوتية إلى بوتين، قال: "الرفيق الرئيس، لقد قلت عدة مرات إنني رجل متواضع، وأنني مستعد للتضحية بحياتي من أجلك. لكن لا يمكنني مشاهدة مقاتلينا الذين يموتون". وطلب من زعيم الكرملين التخلي عن المفاوضات "غير المجدية"، قائلا: "كل هذه المفاوضات لا طائل من ورائها، فكلما طال انتظارنا زادت العقوبات التي تنتج عنها". وتابع "أنا متأكد من أنك ستتخذ القرار الصحيح والنظام للسيطرة على أوكرانيا بالكامل، وتدمير هؤلاء الشياطين. سيقف شعب أوكرانيا إلى جانبنا ضد هؤلاء الشياطين".