وأبت نفس إهل الكدرو الا توسيع الفتق علي الرتق وإختاروا لذلك أعنف الصور وأقسي الآليات عندما إجتمعوا في ناديهم المنكر.لم يستثني إجتماعهم أحدا من وجهاء المجتمع بمختلف إعتباراتهم وتمثيلهم ؛كان بينهم القانوني ،استاذ جامعي،أئمة مساجد،لجان التنسيق المختلفة،شباب المقاومة بالأحياء المعنية.هذا الحضور النوعي وفقا للصيغة التعريفية التي قدم بها المتحدثين أنفسهم للمنصة تفلق الباب أمام مزاعم من لدن أن من أقدم علي حرق منازل اللاجئين الجنوبسودانيين ماهم الا قلة من سفهاء القوم كنوع من التبرير و التقليل من حجم الجرم.ذلك الحضور بالإعتبارات المشار إليها بالاضافة لجهرهم بالسؤ من القول والفعل بكل ثقة دون إستشعار لأي حرج أو عواقب يدلل علي أنهم تجردوا من الإنسانية وإسترخصوا أرواح من يستهدفونهم إستباحوا إنسانيتهم و كرامتهم فضلا عن الاستضعاف الشديد وأمن جانب المحاسبة فضلا عن رهن مصير جمع من الناس لتقديرات شخصية دون ضوابط و لك ان تتخيل حين تغدو الكراهية و العنف اليد الباطشة ويقود الانتقام زمام نفوس خربه وذوات مريضة. ووفقا لمنطقهم فأن الشر لايعم في هذا المقام كحكم علي بشاعة ووحشية ما إقترفوا لكن بالمقابل وعندما شهد شاهدا من أهله بقوله:( الجنوبيين ليسوا كلهم سيئيين و هناك ابرياء) أتتة الإجابة من الجمع غير الكريم حاسمه رادعة كأنهم يردونه الي صوابه بصراخهم(الشر بيعم يا زول)؟!. هذه الأجابة تأتي نتاجا لإقصاء العقل والتمرد عليه لتبرير الوحشية وهذا المنحى أنما يكشف عن رغبة نفسية غير سوية جامحة وجامعة في الإصرار علي إلحاق الأذي بالآخرين لدوافع الانتقام بل والتلذذ بالثأر.وهذه حالة تتلبس دعاتها،ولانخالنا نجد لها تعريفا أدق من تعريف الجاهلية بأنها حالة نفسية ترفض الحكم بما أنزل الله،وفي محكم تنزيله خص تعالي الأمة بالخيرية وجعل لبلوغ هذه المنزله شروطا أحصاها جل جلاله في قوله تعالي:(كنتم خير أمة أخرجت للناس،تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) سورة آل عمران الاية 110.ولأن الله تعالي يأخذ بالسلطان ما لا يأخذ بالقرآن،جعل لولاية أمر الناس أصفياء معنيين بتطبيق الحدود والقانون حتي لا يؤخذ الصحيح بالسقيم كما حدث مع مواطني جمهورية جنوب السودان بضاحية الكدرو،لكن القوم توهموا تلك الخيرية كما العهد بهم وظنوا أن مجرد الدخول تحت مظلة الإسلام دون التزام مبادئه السامية يجعل المرء طاؤوس يتبختر بين الناس استعلاء وكبر (إنما الدين المعاملة)، لم يدر معشر من آمن بلسانه أن الإسلام لم يترك الباب مفتوحا لأخذ الحقوق باليد لأن أخذ الحقوق أيضا تترتب عليه تجاوزات حينما ينصب البعض نفسه حكما وجلادا في آن واحد. عز علي إجتماع أهل نادي الكدرو المنكر أن يكون بينهم رجلا رشيدا واحدا، اختاروا نصرة أخيهم ظالما و مظلوما بالإعانة علي إيقاع المزيد من الظلم علي الضحايا ولم يشفع حضور أئمة مساجد للاجتماع فلم يكن نصيبهم من حفظ كلام الله الا كمثل من يحمل الاسفارا دون أن ينتفع به وداعي المقارنة عدم الاهتداء والاستفادة مما يحملون،لم يكونوا أوفر حظا ممن حمل الأسفار دون أن ينتفع به بل كان زيادة في الوضاعة.لهذا كان السلف يستعيذون من العلم الذي لا ينفع.ولاغرو اذا كانت عقولهم خاوية من الحكمة كخواء فؤاد أم موسي لذا آثروا تتبع آثار الأولين من أسلافهم في الفكر و المنهج من لدن أصحاب مذبحة بلدة الضعين الشهيرة عام 1987م الذي تمر ذكراه الخامسة والثلاثين فيما بين أيدينا من أيام. عندما يصير الإنسان عبدا لرغباته المريضة تتملكه الوحشية والرغبة في الإنتقام فيغدو أقرب الي الحيوان بحيث يفقد الإستعداد لسماع اي صوت عدا صوت ذاته المريضة.و قديما ما أهلك الله ولعن الأمم السابقة الا لتركها فضيلة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فعندما يجتمع القوم علي المنكر ثم يوزرون الوزارة وزر الآخري يأتي العذاب بحيث لا يستثني أحدا قال تعالي:(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعسي أبن مريم،انهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ولبئس ما كانوا يفعلون).سورة المائدة78_79.ويقول تعالي:(واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرنا)سورة الإسراء الاية16ويقول تفسير ابن كثير:(أمرنا اشراها بالطاعة فعصوا فيها) ولعل ما عم من فسق ومن تدمير غير خافي وحين أخذتهم العزة بالأثم تطاولوا في تحديد مصير العباد في الارض وما دروا بأن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء ولاتدري باي يختم الله لك فلا تعجب وتغتر. يقول قائليهم(الجنوبيين ديل ما مستفيدين منهم شنو؟ما مستفيدين منهم اي حاجة)فيا أنصار ابا لهب بغضكم للجنوبيون لا يبرر استخدامكم للعنف المفرط معاهم هناك قوانين.واذا كان هذا هو المنطق فماذا فعلتم بالوجود الأجنبي عدا الجنوبيين والحبش وقد اعتدوا علي الأعراض ونهبوا ثروات البلاد و ساموكم سؤ العذاب ولا زالوا يفتكون بكم دون أن يراعوا حرمه؟! لماذا تقاصرتم عن الذود عن حمي الوطن ضدهم وأنتم ترونهم رأي العين؟! هل صارت الكدرو وما حولها طاهرة بعد جلاء الجنوبيين منها؟.ما نراكم الا كقوم فاطمة المخزومية تقيمون الحد علي الضعيف وتغضون الطرف عن الشريف. نعم قد لا يملكون فرص عمل ثابت بحكم عدم الإنتماء ولكنهم بذلوا أروحاهم رخيص في سبيل السودان علي مر التاريخ وفي سبيل ثورتكم دون أن تحظي أسماء شهدائهم بالتمجيد ازروكم تداعوا معكم بالسهر والحمي وقطعا لا يأمل عاقل في آن يكون الثمن بالمقابل السماح لهم بالفوضي لكن حاكموهم بالقانون فهو أدعي للانصاف والإحترام لكن الإستضعاف والتنكيل مرفوض و التداعي عليهم كما الفرائس مشين بحقكم. ويتحدث أهل النادي المنكر عن أن الجنوبيين من يجلبون المخدرات و يروجون له.والقاصي والداني يعلم علم اليقين قصة الحاويات السيادية التي أستوردت المخدرات لأبناء الشعب السوداني ايام المشير المخلوع فعلامه الإفتراء علي الابرياء و الشارع السوداني يحدثك عن التراجع و الانحدار بفعل فاعل؟! نتمني أن تنام المدينة الفاضله الكدرو وما جاورها قريرة العين بعد خروج الجنوبيين وأن تختفي منها خمور (التمر) المعتقة وأن يحتسي شبابها اللبن،وتختفي مظاهر النهب علي عينك يا تاجر والسرقة بالإكراه، نأمل ان لا يكون أهل النادي المنكر قد إستأسدوا علي الجنوبيين فقط بينما يجفلون عن صفير الصافر عند ملاقاة العدو الحقيقي. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نسجي آيات الشكر لنفر من أهل النادي الذين كانوا في ثوب ملائكة الرحمة وهم يوصون بعدم التعرض للنساء و الأطفال في غزواتهم المجيدة وايما الله تلك مزايدة لا يأتيه الا(المواهيم)و الإدعياء ولا تتسق وتلك الوحشية لأن النساء والأطفال هم أول المتضررين من جريمتكم النكراء فعندما تقوم بتشريد6150 أسرة وتقدم علي إضرام النار فيما يملكون من حطام الدنيا في ظل وضع اقتصادي متردي وغلاء يئن منه صاحب البلد نفسه فما بالك بمن اثخنتهم جراح الحروب ولجؤ اليك ملاذا وملجأ ؟ من لا يرحم لا يرحم.والعبودية سلوك وليس مظهرا و إنتماء. حرصنا علي شكرهم حتي لا يستنكر علينا بعض الفرحين عدم الإحتفاء بالرموز النبلاء الذين سعوا لحماية حقوق الجيرة والإستجارة. كما أستنكر البروف "عبدالله علي ابراهيم علي" صاحبي تقرير مذبحة الضعين عدم الإحتفاء بالرموز الوطنية أهل بلدة الضعين الذي حموا ومن قاموا بتبلغيهم بقرب وقوع المذبحة كما قال في كلمتة المعنونة ب(مذبحة الضعين شفاء الكتابة ام تشفيها.الاكاديمي الآبق) ويقول فيه: (جاء التضامن الرزيقي والحكومي مع الدينكا أبان المحنة انظر صفحات 35 '47 '49 '50' 51′ 52 '54 '75. مثل تبليغهم بقرب وقوع المذبحة ومساعدتهم على الهرب و إيواء الناجين منهم بلا إطار مرصود في صلب التحقيق. فقد وردت هذا الرموز الحية من التضامن كوقائع متناثرة عشوائية في سياق المذبحة و كان خليقا بالكاتبين الذين قصدا حماية الكيان السودان على مبادئ حقوق الإنسان وان يحتفلا بهذه الرموز احتفالا كبيرا). انتهي الاقتباس. ولأن المواقف تستدعي اخواتها ذكرا ومقارنة نورد الآتي (عشية إعلان نتائج استفتاء جنوب السودان كتبنا عن مأساة الطفل "موسس" الذي تربي في كنف أم جنوبية تبنته فانتهي الأمر بينهما بالتفريق وإيداعه بدار رعاية. وبينما الجنوبيون ييممون وجوههم شطر دولتهم الوليدة اذا بنفر من الموظفين بمطار الخرطوم يوزعون الحلوى مودعين فما أن وقعت عين ذلك القانوني الضليع و الحقوقي الذي لا ينشق له غبار و صاحب المفردة الانيقة الجزلى حتى تواضع لمهاتفتنا وحمل صوته وقتذاك مهرجان فرح طفولي وهو يحدثنا (طبعا يا أستاذة شفتي موظفي مطار الخرطوم وزعوا الحلاوة على الأطفال الجنوبيين المسافرين في المطار حقو تكتبي عن الحدث دا زي ما كتبتي عن الطفل موسس). فايقنت ان لا فائدة فعند هذه النقطة فقط يكاد الكل يتساوى فكرا وزيرا و خفيرا إلا من رحم ربي. فكم هي منتنة لو تعلمون. ذهب المخلوع البشير لكن لازالت الممارسة المنكرة المستهجنة بحق الجنوبيين في السودان مستمرة و لعل ذلك إن دل علي شئ إنما يدل علي العلة الحقيقة متأصله ومن يقترفون مثل هذه الجرائم بحق الجنوبيين لا يأتون غريبا لكونهم يعبرون خصائصهم الذاتية. ولعل زاكرة تأريخ السودان حافله بكثير مما يعضد ذلك. ما لحق الجنوبيين من اذي و مأسي وحملات انتقامية تحت جنح الليل و بعيدا عن الإعلام وبمشاركة جهات نافذة إبتداء من أم القري و الإزريقاب، امتدادقري ،المصفي و البساتين تعد من الجرائم المنظمة، ما كان لنا تصديقها لولا روايات الإعتراف بحملات الانتصارات المريضة جاءت علي لسان منفذيها الذين اسرفوا بحق أخوة الأمس جيران اليوم كل الإسراف. و تلك جريمة لا تغتفر وما ظهر يعد جزء من جبل الجليد وما خفي أعظم.فالحكومات الي زوال والشعوب باقية ومثل تلك المشاهد المهينة بحق أهلنا ادعي لبعث المواجد والأحن بين الناس،لكن ندعوا شعب جمهورية جنوب السودان لأن يكونوا أكثر حلما و0فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.ومن يزرع الأشواك لن يجني عنبا.ومن سره زمن ساءته ازمان. مؤلم أن لا نسمع إستنكارا أو نري بيانا.وتمر الجريمة مرور الكرام كأن شيئا لم يكن. [email protected]