يُعزى السبب فى تنامي ظاهرة السلب والنهب الى انعدام المرؤة بين المواطنين وللقوانين المقيدة للشرطة ، اضافة للاهمال الاسري وللازمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد ، وان كان البعض يعزى الامر برمته للازمة الاقتصادية الا فى الواقع ان التعدين الاهلي يظل على الدوام الخيار الافضل للذين يريدون الحياة ، هناك المئات من الشباب الطموح الذين التجأوا اليه بعدما تقطعت بهم السبل ، وادركوا ان ليس من واجب الوطن ان يمنح المواطن وظيفة حكومية ، المهم ان يعينه على الدراسة الجامعية التى تفتح عقله وتبصره بالخيارات الصحيحة التى على ضوءها يؤسس اعماله التجارية الخاصة. اما عن الاهمال الاسري اقول بكل صراحة ان ولادة الابناء عملية ساهلة وغير شاقة لكن المشكلة فى التربية والتقويم والتهذيب للاولاد ، فالاباء والامهات صاروا يعتقدون ان "اللماضة" وقلة الادب التى يشاهدونها فى المسلسلات والافلام المدبلجة نوع من الحضارة والتحضر ! وهذا اضر باخلاق وسلوك الابناء ، وبالتالي اثر على المتابعة والرقابة الابوية !. كذلك التشريعات والقوانين تحول بين الشرطي وتفادي وقوع الجريمة ، القوانين تشجع المجرمين للتجاسر على رجال الشرطة وارتكاب الجرائم امامهم ، لايوجد نص تشريعي يعفي الشرطي من المساءلة القانونية اذا اخطأ وتسبب خطأه فى وفاة المجرم . وايضا لانعدام المرؤة الاثر الكبير فى تمدد الظاهرة واتساع رقعتها .. فى السابق كان الناس خفاف عند الفزع اما اليوم كأنما ارجلهم مقيدة بسلاسل حديدة ، فالناس احبوا الحياة وكرهوا الموت وازاء هذا منحوا الفرصة للنهابين وللسلابين ليتجرأوا بالنهب فى المواقف العامة والاسواق دون ان يعترضهم احد .. ياحليل زمن المرؤة هذه المقولة اطلقتها امرأة متوسطة العمر بعد ان سحبها تسعة طويلة بالارض لانتزاع شنطة اليد التى تتشبث بها واستغاثت ولم يستغيثها احد ! وفعلا زمن الرجال ولي ، فلو كان هناك مرؤة لما حدث لها ماحدث ، لكن تابى الرياح اذا اجتمعنا تكسرا ، واذا افترقنا تكسرت احادا. هذه باختصار شديدة الاسباب التى اعتقدت انها وراء تنامي السلب والنهب والخطف الذى يتعمق ويتمدد كل صباح جديد .