"لم يكتفوا بإطلاق الرصاص عليه، بل طعنه بسكين ثم هشم ساقه، وسط سيل من العبارات البذيئة له وللثورة"، هكذا نقل شاهد عيان ل (الديمقراطي) تفاصيل الاعتداءات على المتظاهر احمد مصطفى شريف بعد إصابته بعيار ناري في محيط ميدان شروني الخميس الماضي 31 مارس. القوة المفرطة تزامنت الحادثة مع تداول عدد من الصور والفيديوهات لأفراد مسلحين بزي قوات نظامية، يحملون مجموعة من الأسلحة البيضاء، تنوعت بين السكاكين والسواطير. ونقلت مصادر طبية لموقع (ميدل ايست أي) "إن 4 من المتظاهرين الشباب يتلقون العلاج من طعنات وجروح في مستشفيات العاصمة". جميعهم تعرضوا للهجوم من قبل الشرطة أو ضباط الأمن. واثنان من الضحايا في حالة حرجة بعد مظاهرات 31 مارس. عضو مكتب الأطباء الموحد واستشاري الجراحة علاء الدين نقد كشف ل (الديمقراطي) عن رصد (8) حالات طعن للمتظاهرين نصفها كانت في مارس الماضي، أضاف: "تزايد استخدام القوات النظامية للأسلحة البيضاء وبنادق الخرطوش، بعد دعوات خبير الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان، اداما دينغ، في ختام زيارته للخرطوم نهاية فبراير السلطات السودانية، إلى وضع حد لاستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين". يقول الناشط في لجان المقاومة مهادن الزعيم ل (الديمقراطي): "يبدو أن تعليمات صدرت بتقليل استخدام السلاح الناري والاستعاضة عنه ببنادق الخرطوش والأسلحة البيضاء". أسباب ودوافع أظهرت مقاطع فيديو أفراد يرتدون زي شرطة الاحتياطي المركزي، يحملون سواطير وسكاكين في أيديهم، ويلوحون بها في الهواء لترهيب المتظاهرين بالقرب من المعمل المركزي، شمال موقف شروني. استشاري الجراحة علاء الدين نقد أشار إلى أن استخدام الأجهزة الأمنية للسكاكين والسواطير، بجانب بنادق الخرطوش، له عدة أسباب، أولها مادي، عبر إحداث أكبر ضرر ممكن وبأقل تكلفة، دون أدلة -الخرطوش يمكن أن يصيب عدة أشخاص بطلقة واحدة-. أما السبب الثاني -والحديث ما يزال لنقد- فمرده نفسي، باعتبار أن الطعن يحقق قدراً أكبر من التشفي للقوات الأمنية، مضيفاً: "يبدو أن الأجهزة الأمنية والميليشيات تبعث برسالة واضحة، مفادها أن الغاز المسيل للدموع وبنادق القناصة وبنادق الرش ليست دموية بما يكفي لإرهاب المحتجين السلميين". وليس بعيداً عما سبق يقول الزعيم: "أعتقد أن معظم القوات النظامية في الخطوط الأمامية ليسوا من رجال الشرطة، كما أن تعاملهم مع المتظاهرين يظهر كأن الأمر مرتبط بغبن شخصي". وكانت الولاياتالمتحدة قد فرضت مؤخراً عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي بسبب "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتُكبت أثناء الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية". كبير الباحثين في المجلس الأطلنطي كاميرون هدسون يقول إنه تأكد من مصادر دبلوماسية في الخرطوم، من استخدام القوات الأمنية للسكاكين والسواطير ضد المتظاهرين. وأضاف هدسون: 《ما يحدث يؤكد أن السلطات الأمنية لم تغير سلوكها》.
ومنذ اندلاع الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر قتل في التظاهرات (93) شخصاً، وأصيب أكثر من (3800) من بينهم (7) حالات شلل، فيما فقد (31) آخرون أعضاء حيوية.