في كل يوم يتصاعد الزخم الثوري ويتم تقديم التضحيات الجسيمة يبذلها في نكران للذات شباب الثورة قربانا لحياة الوطن وعزته .. هذا الحراك يعم أرجاء البلاد حثيثا نحو الهدف في تناغم وانسجام أنشودة علوية للسلام والعدالة والحرية .. ولكن ويا للعار هنالك في الجانب الآخر أصداء نغمات نشاذ تعزفها أصوات مترددة خائرة بدعوى العقلانية والحكمة تدعو الى الرجوع الى الوراء والتسليم بالأمر الواقع وهذا ما يريده ويتمناه الانقلابيون .. ومن ثم تبرز للعيان المشكلة المتمثلة في الهوة السحيقة التي تفصل هذا الجيل المتطلع لوطن كريم معافي يتم بناؤه بالعلم في ظل جو من التسامح والتعاضد والفهم المتبادل وبين ديناصورات السياسة تقف حجر عثرة في وجه التغيير .. متي يفهم هؤلاء ان من قام بهذه الثورة جيل مختلف تشرب وتربى بوسائل العصر من اتصالات التكنولوجيا الرقمية الجماهيرية الذكية .. لقد رأينا بأم أعيننا ولأول مرة في السودان وربما في العالم كيف تدار المعارضة لأعتى الأنظمة الدكتاتورية عن طريق صفحات الفيسبوك والأجهزة الرقمية المتنقلة .. لقد فهم العالم المتقدم مطالب الشباب وعبروا عن دعمها رسميا وجماهيريا حتى ان الرئيس الفرنسي دعا شابتين ليمثلن الثورة في زيارة للعاصمة الفرنسية باريس وتوشح برج إيڤل بالعلم السوداني احتفاء بذلك .. ونصيحتي لكل من لم يستطع استيعاب ما يحدث ان يبتعد – على الأقل – عن عرقلة المسير حتى لا يجرفه التيار واسلم له أن يجد له مكانا في مقاعد المتفرجين فربما يتعلم شيئا مفيدا له وللبلاد .. والمؤكد انه من المستحيل ارجاع المارد الذي خرج الى الفضاء الحر الى القمقم مرة أخرى مهما توهم المتوهمون الضالون!!. إن الثورة مستمرة نحو أهدافها في خط مستقيم رسمه لها شبابها ومخطئ من يحاول عرقلة مسيرتها لأن ذلك ضد طبيعة الأشياء والسنن التي أودعها الخالق العظيم في الكون .. أيها الشباب النصر لكم وبدأت بشائره تومض في افق هذا الظلام الكئيب .. وقد عبر عنها شاعر الثورة المرحوم علي عبد القيوم: أى المشارق لم نغازل شمسها ونميط عن زيف الغموض خمارها أى المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها أى الأناشيد السماويات لم نشدد لأعراس الجديد بشاشة أوتارها