قبل أسبوع فقط كانت اللبسة الشعبية "على الله" بتشكيلاتها المختلفة زياً حصرياً للرجال، ولكنه اليوم خرج من العصمة، وأصبح قميصاً مشتركاً بينه وبين المرأة بتحريض من الموضة التي أنتجت طاقماً جديداً نسائياً من اللبسة التقليدية الشهيرة وطرحتها في الأسواق والبيوتات التجارية.. وانتشر على منصة التواصل الاجتماعى" فيسبوك" الأسبوع الماضي صورة لفتاة تستعرض لبسة جديدة من – على الله – "ستاتي" خاص وبألوان نسائية خالصة، أحدث ضجة كبيرة في الوسط الشعبي السوداني، بيد أن الوسائط الإعلامية تناقلته، واهتمت به مواقع السوشيال ميديا..
التشكيلة الجديدة لقمصان على الله الستاتي الذي ظهر حديثاً لم يكن الوحيد من بين الأزياء الذي شق الصف وخرج عن عصمة الملابس الرجالية وذهب نحو الجنس اللطيف، فقد سبقه البناطلين – الأردية – التي شيرت والقمصان، وبات مشهد فتاة صغيرة، أو امرأة فارض ترتدي البنطلون أمراً عادياً وغير شاذ، ولكن مع ذلك لم يخطر ببال أحد أن يتمرد "على الله" على نهجه وولائه للرجل..
وتنسب أزياء "على الله" إلى عائلة "العراقي"، الشقيق الأصغر للجلابية الزي التقليدي السوداني القومي، ويتكون من قطعتين قميص قصير مفتوح الجانبين، بأكمام تصل حد المرفق، وسروال أسفل منتصف الساق، ورغم تطويره وابتكار تفصيلات جديدة في الفترة الأخيرة وبات موضة شبابية جذابة، إلا أن تاريخ القميص الشعبي ظهر في القرن التاسع عشر، وارتبط بشكل وثيق بالثورة المهدية..
في السنوات الأخيرة اهتمت شريحة الشباب بأزياء على الله أكثر من الرجال والشيوخ بعدما برع المصممون والخياطون بتفصيل أشكال وألوان توائم مزاجهم وتتماشى مع حاجاتهم، قبل أن يتدخل العنصر النسائي ويشارك الشباب في ابتكار نوع جديد من "على الله ستاتي" يحمل نفس التفاصيل ويختلف عن النوع الرجالي في الألوان..
ويقول "عيسى عبد الرحمن" – يعمل في مجال التصميم والخياطة أكثر من 40 عاماً : لم يدهشني ظهور "على الله – ستاتي" لأن عالم الموضة متطور يحرض ويتمرد على القديم التقليدي، ويبحث عن الابتكار وكل جديد، خاصة النساء والبنات الشابات اللاتي يتابعن الموضة خطوة بخطوة ولا يفوت عليهن شيء .. ويضيف "عيسى" أنا أعمل في هذا المجال منذ فترة، دائماً ما يأتي النساء في كل مرة بتفصيلات جديدة تتماشى مع الموضة والصيحات العالمية، تفصيلات منها الغريب والمدهش، وتجدني أنزل عند رغبتهن وأعمل وفقاً لطلب الزبون، ورغم كل هذا العمر لم يمر على طلب تفصيل "على الله ستاتي" حتى اليوم، ولكن طال ما ظهر موضة أتوقع أن يأتيني طلب تحت أي لحظة.. اليوم التالي