علق تحالف قوى الحرية والتغيير على قرار (الآلية الثلاثية) القاضي بوقف الحوار الذي تقوم بتسهيله بين الفرقاء السودانيين، وقال التحالف إن هذا القرار كان متوقعا ولم يكن مفاجئا خصوصا بعد انسحاب المكون العسكري الانقلابي من حوار الآلية مؤخرا وقبله الحرية والتغيير، ما يجعله بدون قيمة، لجهة أنهما يمثلان الأطراف الرئيسة للأزمة. وفي وقت سابق اليوم، قالت الآلية الثلاثية المكونة من البعثة الاممية في السودان، والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد، التي تيسر عملية سياسية بين الأطراف السودانية، إن قادة الانقلاب أبلغوها برغبتهم بعدم الانخراط في الحوار مع المكونات المدنية في الوقت الحالي. وأوضح المتحدث باسم المجلس المركزي لتحالف قوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم في تصريح ل(الديمقراطي)، أن التحالف بيّن في وقت سابق موقفه من الحوار عبر رؤية قدمها للآلية الثلاثية تتحدث عن خارطة طريق للعملية السياسية. وأكد أن التحالف رفض حينها الحوار الذي تقوم بتسهيله الآلية لمشاركة أطراف ضد التحول المدني الديمقراطي، كما لا يخاطب الأزمة السياسية الحالية. وفي 8 يونيو الماضي، عقدت الآلية الثلاثية التي تضم بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، أول جلسة في الحوار المباشر شارك فيه قادة الانقلاب والقوى التي تؤيده. ودفعت مقاطعة الحرية والتغيير ولجان المقاومة للحوار، الآلية الثلاثية إلى تعليق العملية لحين إجراء مزيد من التفاهمات مع القوى المقاطعة. وقال شهاب إن الآلية الثلاثية لم تذهب لخيار إلغاء الحوار بإرادتها، لكن انسحاب المكون العسكري الانقلابي اجبرتها لإتخاذ هذه الخطوة، لأن الحوار سيمضي بدون حل للأزمة. وأشار المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير، أنه حال استئناف الحوار بتسهيل من الآلية سيشارك التحالف وفقًا لرؤيته المتمثلة في الحوار الممرحل عبر الموضوعات التي ستطرحها. ويرتب قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان لطريقة أخرى لاستمرار تسلطه على السودانيين، وذلك عبر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد حل مجلس السيادة وتشكيل حكومة تنفيذية، على أن تمنح المجلس سلطات تتعلق بالأمن والدفاع والسياسة الخارجية والبنك المركزي. وبدأت خيارات الانقلابيين تضيق بعد فشل أسلوب القمع الوحشي لمظاهرات 30 يونيو الماضي واستشهاد 9 متظاهرين، في كسر عزيمة الثوار، ووقف تقدمهم نحو تحقيق الأهداف المعلنة بإسقاط الانقلاب واستعادة مسار الحكم المدني. وتنظم لجان المقاومة في العاصمة المثلثة ثلاثة اعتصامات في كل من محيط (المؤسسة) بالخرطوم بحري وفي منطقة أم درمان القديمة، إضافة إلى اعتصام أمام مستشفى الجودة، جنوبي الخرطوم. وتجري لجان المقاومة في بعض أحياء الخرطوم مشاورات مع قواعدها لتنظيم اعتصامات إضافية في الأحياء السكنية، وذلك من أجل زيادة الضغط الثوري السلمي على الانقلاب حتى إسقاطه. وفي وقت سابق اليوم الاربعاء أبلغت (الآلية الثلاثية)، الأطراف السودانية المعنية، بوقف أعمال الحوار ، معلنة أنها سترتب لحوار مدني – مدني بعد انسحاب الجيش. وجاء في خطابات دفعت بها الآلية، لعدد من القوى السياسية أن المكون العسكري أبلغها بقراره عدم الاستمرار في الانخراط مع المكونات المدنية في الوقت الحالي، إذ يفضل أن ترعى العملية السياسية أولا اتفاقا مدنيا مدنيا، قبل أي مفاوضات مع العنصر العسكري". وأضافت الآلية: "دون مشاركة الجيش في الاجتماعات المقبلة، لن يكون هناك حوار عسكري مدني، وعليه، لن يكون هناك جدوى من مواصلة المحادثات على شكلها الحالي الذي بدأ باجتماع 8 يونيو". وتعهدت الآلية بمواصلة الانخراط مع جميع المكونات التي شاركت في اجتماع 8 يونيو، إضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين، من أجل تقييم أفضل السبل للمضي قدمًا في تسهيل التوصل إلى حل سياسي".