بعد مضي أكثر من ثمانية أشهر على انقلاب القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة عبد الفتاح البرهان، الذي جيء به فزع واصبح اكبر وجع وضربة للوطن، ما زال يصر على أن ما دعاه لارتكاب تلك الجريمة هو تعديل مسار الثورة الذي يراه قد انحرف من وجهة نظره المنحرفة ورأيه المعوج، ويبدو أنه يعاني أيضا من فقدان الإحساس بالآخرين و بالمسئولية، فرغم أن جريمته تلك أدت إلى توقف حال البلد وتراجعها وحرمان الشعب السوداني من فرصة تاريخية للخلاص لطالما انتظرها طويلا، لم يقتنع بعد بانه مخطيء ومذنب وفاشل كقائد عسكري وسياسي، ما زال متمسكا بوجة نظره المنحرفة ورأيه المعوج فسد كل آفاق الحلول ليؤخر يوم لا محالة آت مهما تأخر. الحق يقال البرهان تحول إلى طاغية في شهور معدودة بعد سقوط استاذه البشير ، ولم يواجه صعوبة في هذا الأمر لانه مجهز ومدرب ليصبح طاغية، فهو ابن مدرسة المؤتمر الوطني وحركته التي تخصصت في انتاج الطغاة المتوحشين، وبلغ بها الأمر أن جردت كل المؤسسات من المهنية لتكون مجيرة لحماية الطغاة، وليس من نموذج يمكن أن يشار اليه مثل الاجهزة العدلية والقانوتية والعسكرية والامنية، لذلك هي اليوم سخرت نفسها لحماية البرهان مثلما قامت بحماية البشير 30سنة، وعليه فإن السودان لن يتعافى ولن يخرج من مستنقع النظام المخلوع الذي اعادنا اليه الجيش الا بذهاب البرهان هذا الطاغية الذي أصبح هو أزمة السودان الأولى ولا يمكن معالجة اي أزمة وهو موجود على قمة الدولة ممسك بالسلطتين. حين ارتكب تحالف الاجهزة الأمنية جريمة فض الاعتصام كان الهدف منها إعلان البرهان نفسه طاغية لا يخاف من فعل اي شيء، وتوقع أن يسكت له الشعب السوداني كما سكت الشعب المصري بعد فض اعتصام رابعة وهو يأمل في تكرار تجربة السيسي، ولكن خاب تقديره ويومها اثبت انه ليس بالرجل المناسب لقيادة الجيش، واظن اختياره كان خطأ كبير جدا لم يثبت ان هناك علة في الجيش فقط بل أكد فشل وضعف القوى السياسية التي أظهرت عجزها حتى في معرفة الطغاة في الجيش لاختيار الأفضل. ما أود أن اقوله هنا اننا لا يمكن أن نترك البلد رهينة لخمس جنرالات وقائد جيش لا يختلف عن البشير وحوله عصابات لا تختلف عن عصابات البشير بل هي نفسها، ولذلك من الضروري إسقاط البرهان وإزاحته بأية طريقة ليحل محله شخص جديد اياديه غير ملطخة بدماء الشعب السوداني، ولا متهم في اي جريمة أو خائف من العدالة والشعب، ونتمنى من الشرفاء في الجيش أن يتحركوا نحو هذا الهدف فهم مسئولين من إنقاذ الجيش والوطن، فوجود البرهان وبيده السلطة السياسية والعسكرية يغلق الأبواب تماما امام اي حل مثالي يعالج أزمات السودان وقد يدمر الجيش فهو نفسه يواجه خطر كبير تلافيه يستدعي إزاحة البرهان ولا حل آخر. الديمقراطي