من أبرز الأخبار التي تطغى على الساحة هذه الأيام .. خبران هامان ؛ إكتمال الملء الثالث في (سد النهضة) والكابوس النووي المتمثل في إستمرار قصف القوات الأوكرانية على محطة (زابوريجيا) التي تحتلها القوات الروسية. سد النهضة هو الذي يهمنا أكثر. ليس بخافيٍ أن التحليلات حول خطورة (سد النهضة) على السودان أو فوائده قد تباينت بدرجة كبيرة. حتى بين فنيين مختصين سودانيين. منهم من يزعم أن السد ذو فائدات جمة. وخير وفير يعود علينا. ومنهم من دق ناقوس الخطر زاعماً أن السد هش البنية لن يصمد طويلا تحت وطأة تلك الأحمال الهائلة الناتجة من ضغط المياه التي ينوي إخوتنا الأثيوبيون تخزينها فيه. وذهبوا الى أن الموقع الجيولوجي الذي تم تشييد السد عليه هو إمتداد لخط إنزلاقات أرضية محتمل وقوعها .. السد معلوم للجميع أنه على حدود السودان إلا قليلاً. الأمر الذي يجعل انهياره (لاقدر الله) بمثابة محو السودان عن الخريطة العالمية .. ذلك الخطر أكبر من الخطر النووي الذي يمثله تسرب الاشعاع القاتل من (زابوريجيا) على القارة الأوربية. كنت أتحاور مع أحد الأصدقاء السودانيين يقيم في مصر حول ذلك الهاجس المفزع. أفادني أن المتخصصين المصريين شرعوا فعلا في رسم الحلول لمقابلة ذلك (السيناريو) الأسود. فماذا فعلنا نحن؟… لا شيء !! مع أن الخطر علينا هو خطر وجودي .. وأثره على مصر يكاد يبقى "لا شيء" مقارنة باحتمال محو بلد كامل .. ودفن أمة تحت الماء. وبما أن ذوي الإختصاص في صمت مريب .. أعطيت نفسي أنا (زول قريعتي راحت) الإذن كي أفكر في الحلول. قلت لنفسي (يعني المحللون الإصطراطيجيون.. ال (إيليانز) الذين هبطوا علينا من الفضاء ذات غفلة من التاريخ. أحسن منك في شنو؟). طبعاً "مركب نوح" لن يجدي … فالناس كتار … والجمال … والغنم … والكلاب … والكدايس … والدبايب … والعقارب … لا لا لا. ذلك يحتاج إلى نبيٍ يعمل وفق تقدير وتدبير إلاهي…!! . بعد تفكيرٍ مضني … صرخت في نفسي (وجدتها!!) … تتكاتف السودان و مصر لبناء سد أكبر من سد النهضة مرتين … بضعف سعة تخزين سد النهضة … وعلى موقع ليس بعيداً عنه داخل حدود السودان … نسميه (سد الصد). فإذا (لا قدر الله) إنهار سد النهضة … نسد أبواب (سد الصد) في وجه الطوفان الآتي من هناك !! فيتقهقر الماء المهلك إلى "هناك" … في عملية pinging مائي مبتكره. وعلى إخوتنا الإثيوبيين ابتكار حل. ربما في شكل بناء سد داخل حدودهم … لصد طوفان (سد الصد) … وهكذا تدخل المنطقة في (سباق سدود) لا يقل شراسةً عن سباق التسلح خلال حقبة الحرب الباردة … الفرق بين هذه وتلك … هذه حرب باردة ومبلله. ذلك حلي … يظل العتب على الفنيين المتخصصين … الذين لم يصلوا حتى هذه اللحظة إلى (توافق) ولو صوفي الملامح… على أضرار أو مصالح السودان الحائر من (سد النهضة). [email protected]