في لقاءه مع وكالة الاسيشتبرس صرح البرهان بانه لا يمانع من زيارة اسرائيل اذا تلقي دعوة من تل ابيب، وجاء تصريحه علي هامش اجتماعات الجمعية الاممية بنيويورك، بطبيعة الحال الرسالة البرهانية المبطنة لتل ابيب القصد منها ان تتوسط تل ابيب عبر اللوبي اليهودي بامريكا خاصة واوروبا عامة لجعل الامريكين والغرب يعترفوا بالمجلس العسكري البرهاني، ياتي هذا متلازما مع تصريحات العميد ابوهاجة التي قال فيها ما معناه ان مشاركة البرهان في اجتماعات الجمعية الاممية يعد تقارب امريكي غربي مع السودان وهو ما نفاه السفير الامريكي بالخرطوم جملة وتفصيلا. السؤال لماذا لم ترد اسرائيل علي مغازلة البرهان لها؟ لماذا اسرائيل تريد من العسكر السوداني ان تكون هذه العلاقات ممرحلة وفق ترتيبات ومصالح اسرائيل الانتخابية والسياسية والاقتصادية ووفق زمان ومكان الموساد اولا وليس وفق ساعة العسكر السوداني؟ . حتي الصحف الاسرائيلية تناولت الخبر تحت عنوان (الحاكم العسكري بالسودان يريد زيارة اسرائيل)/ كما جاء في صحيفة ذا تايمس اوف اسرائيل 23 ديسمبر. من جهة اخري حتي الان نجد ان الشارع السوداني غير ملم اطلاقا بطبيعة التطبيع الذي برز بقوة عام 2020 بين الخرطوم وتل ابيب، وانتهي باتفاقية سميت الاتفاقية الابراهيمية التي لم يعقب عليها رجال الدين بالسودان ولم يتكلموا حولها، الشارع السوداني حتي الان لا يدري ويريد ان يعرف تحديدا ماهي المصالح الامنية والاستراتيجية بعيدة المدي التي سوف يجنيها من التقارب الاسرايئيلي السوداني!! . اسرائيل تريد ان تكون العلاقات الان امنية فقط اي ان اسرائيل تريد من الخرطوم بيانات تفصيلية ومعلومات دقيقة عن الجماعات الفلسطينية مثل حماس والجهاد وحزب الله اللبناني وما تيسر من افراد وكيانات ومنظمات اخري كانت تمارس نشاط محموم ضد الامن الاسرائيلي انطلاقا من الاراضي السودانية ابان عهد الكيزان وهنا الامر يبدو لحد ما منطقيا، واسرائيل ايضا لديها بعبع المهاجرين الافارقة المكدسين في معسكرات اللجؤ بالاراضي الاسرائيلية وتريد تل ابيب من السودان ان يكون مستوعب ومكب لهؤلاء المهاجرين بالاضافة للحلم التاريخي لاسرائيل اقامة امبراطورية اسرائيل الكبري من النهر (نهر النيل) الي البحر (البحر المتوسط) وهي امبراطورية تقوم علي بعد ديني بحت تحدث عنها بنيامين نتنياهو في كتابه مكان تحت الشمس قبل اكثر عشر سنوات، كل هذا يبدوا منطقيا لكن ما هي مصالح السودان كشعب من علاقاته باسرائيل؟ . ولماذا يصر الجانب السوداني علي سرية هذه العلاقات؟. لماذا لا نشاهد وفد من الدعم السريع والجيش السوداني زار اسرائيل علي شاشات التلفزة بالسودان؟ لماذا لا يخرج الناطق العسكري للجيش السوداني ببيان ويضوح فيه بجلاء ان زيارة الجانب السوداني الي تل ابيب كانت لهذه الاسباب ويوضحها؟ . اما لماذا لم ترد تل ابيب علي مغازلة البرهان فالسبب ببساطة ان الاسرائيليين دائما ياخذون وقتهم في الرد لا يتسعجلون في الاجابة، وغير متلهفين كثيرا لزيارة البرهان او غيره الان، فهناك من هو اهم من ذلك الا وهو تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية علي اسرائيل، والكساد العالمي الذي بدا يدق ابواب هذا الكوكب، غير ان مشاكل الجانب العسكري السوداني الداخلي الان اكثر تعقيدا من اي زيارة للبرهان لتل ابيب. اخيرا ان كان البرهان يبحث عن طوق نجاة فلا تل ابيب ولا واشنطن ولا لندن ستقدمه له اطلاقا، طوق النجاة موجود في الداخل السوداني وعلي راسه اعادة الامانة لاهلها، نقطة علي السطر. [email protected]