في وقت يقود فيه حزب الامة القومي ، مساعي حثيثة لاستعادة المسار الديمقراطي من خلال كونه من البارزين المؤثرين في قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي – لبي الحزب دعوة من الحكومة المصرية لزيارتها والتباحث حول القضايا المستركة ، بوفد عالي المستوي ضم عدد قادة الصف الاول في الحزب ، حيث حمل عنوان الزيارة " التفاكر مع النظام المصري حول الشأن السوداني" . وكانت قد تقدمت الحكومة المصرية للحزب بدعوة رسمية عبر سفيرها بالخرطوم قبل عدة شهور بغرض التفاكر مع الحزب حول اهم الهموم الوطنية والقضايا المشتركة بين شعبي وادى النيل. و ارجأ حزب الامة هذا اللقاء لعدة شهور تقديراً للاوليات الوطنية الملحة ، وكونت القيادة لجنة عليا وأجرت لقاءات عديدة استعداداً لهذا اللقاء " وحددت اهم المواضيع التي يجب مناقشتها في هذا الاجتماع المهم وكلها مواضيع تشغل الشعب السوداني وتمثل اجندة وطنية اساسية. وضم الوفد الذي وصل إلى القاهر وفد عالي المستوى من قيادة الحزب وهيئة شؤون الأنصار، برئاسة سعادة اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب المكلف إلى القاهرة وضم الوفد الدكتور عبدالمحمود أبو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، والفريق صديق محمد إسماعيل والدكتورة مريم الصادق المهدي نائبي الرئيس والحبيب الواثق البرير الأمين العام للحزب والدكتور محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي، وذلك لبحث سبل التعاون المشترك في القضايا التي تهم الشعبين بحسب تعميم صحفي للحزب. وجاء في التعميم أن الوفد سيلتقي المسؤولين في الحكومة المصرية، و الأزهر الشريف وبعض المراكز البحثية ، وقيادات فرعية الحزب وهيئة شؤون الأنصار بجمهورية مصر العربية. قضايا مشتركة!! ويقول القيادي بالحزب عبد الله الصادق الماحي "في ظل غياب حكومة سودانية بامر الانقلاب، كان لابد لدول الجوار وخاصة مصر ان تقف على توجهات الشارع واهم ملامح الاوضاع من وجهة نظر شعبية ، وحزب الأمة القومي هو اكبر القوي الوطنية واكثرها موثوقية لدي الدول بالاقليم وكل العالم. وعليه واجب وطني في هذا الظرف الوطني الحرج ان ينشط في نقل حقيقة رغبات الشعب السودانى وتطلعات قواه الوطنية. ويؤكد عبد الله الصادق ان حزب الأمة القومي حزب كبير وعريق ومؤثر في الواقع الوطني ولديه احترام وثقة لدى دول الإقليم والعالم وهو الأكثر تواصل مع دول العالم ويتمتع بعضوية العديد من المنظمات الدولية وهو مأمون علي ايصال الهموم الوطنية. وظل يلعب هذا الدور خلال كل تاريخه الممتد. ابان مشاورات استقلال السودان مع بريطانيا ومصر وامريكا والامم المتحدة ، وظل في كل العهود بالحكم والمعارضة يمثل الحارس الامين للاجندة الوطنية. ويضيف "هناك ما يقارب ثمانية مليون مواطن سوداني في مصر، وظل عدد السودانيين في تزايد بعد انقلاب 25 اكتوبر مما يمثل مهدد امنى وسياسي لمصر ، هناك تبادل تجاري سوداني/مصري لا تتوفر له احصاءات لكنه يميل كثيرا لصالح مصر ويتجاوز مليارات الدولارات وبالتأكيد هو الاكثر فائدة واكبر مردود لمصر من اي تبادل تجاري لها مع اى دولة اخري وهناك البعد الامنى المشترك وهناك موضوع النيل والمياه والاستقرار السياسي في السودان ، هذه كلها أجندة تشغل بال الحكومة المصرية. مخاوف وآمال!!! واشار الماحي الي ما وصفه بالدور المريب الذي ظلت تلعبه مصر الرسمية ضد خيارات الشعب السوداني ودعم الانظمة الانقلابية. وزاد " مطلوب ان تفهم مصر طبيعة الواقع الشعبي السوداني وان خيار الديمقراطية واللامركزية في الحكم والفدرالية هي الخيارات الانسب للسودان وان الديمقراطية السودانية لا تتدخل في مصر وخياراتها في الحكم. وقال ان الامل معقود ان يواصل حزب الأمة القومي في هذه اللحظة الوطنية الحرجة لقاءاته مع حكومات الجوار والدول المؤثرة في الشان السوداني ، مع المملكة العربية السعودية واريتريا وتشاد والإمارات وقطر والكويت وجنوب السودان واثيوبيا بالاضافة الى امريكاوبريطانيا والاتحاد الاوربي. ونوه الي ان لهذه الدول تأأثير مهم ويمكنها لعب دور اساسي في استقرار السودان ونجاح خيارات الشعب السوداني ويجب تطمين هذه الدول وافهامها بحقيقة توجهات الشارع وتطلعاته الأكيدة حتي تدعم خيارات الشعب السوداني الحقيقية لتضمن مصالحها الاستراتيجية ، ويجب تحذيرها من أي وقوف في وجه ارادة الشارع السوداني. رفض وتأييد !! ويري عضو الحزب عبد الله المقبول ان السياسية ليست رياضيات وانما فن الممكن وتتغير حسب المصالح ، مصر بالذات لابد من يعيد حزبنا النظر فى التعامل معها... مصر اليوم مختلفة جدا ، وأضاف" امام الحزب فرصه تاريخية لرسم سياسة جديدة تجاه مصر اساسها المصالح المشتركة خاصة الاقتصاديهدة ... ويقول المقبول "نحن دولة ذات موارد مهولة ومصر سوق مستهلك علينا التفكير فى كيف نستغل هذه الحقيقة لمصلحه البلدين ، واضاف : "فى تقديرى اذا تبنى حزبنا سياسة مصالح مشتركة وعمل على تعزيز البني التحتيه حيث يصل المنتج من الجنينة الى الإسكندرية فى اقصر مدة ممكنة حبذا لو صنعنا المنتج هذا سيخلق فرص كبيره للانتاج ، التوظيف والتصدير ويعزز العلاقه بين الشعبين ، وتكون مصر وجدت ضالتها فى توفير امن غذائي لشعبها واستطاع السودان خلق سوق مستهلك. فيما رفض اخرين الزيارة في هذا الوقت الذي وصفوه بالحرج من تاريخ السودان بان يلبى دعوة الحكومة المصرية وعبر أعضاء داخل الحزب عن خشيتهم ان تكون هذه الدعوة في هذا الوقت فخ نصبته المخابرات المصرية لحزب الأمة القومي للإضرار بموقفه المشرف ولعبه دور كبير في التسوية القادمة.