ليست الموت جوعا في بلاد حباها الله بكل مقومات الحياة من أرض وثروات وخيرات ولكنها في أعجوبة ما نراه من هوان وذل وبطش دمر كل الوطن ومزق سكينته وبذر في ربوعه الكراهية والاحقاد والحسد فأصبح مرجل البغض والانانية يغلي بخبث وينطح بغى قمي حتى بات الموت بوابة مشرعة تطحن في المواطن من كل حدب وصوب والقتل والتنكيل علامة مميزة حاضرة على امتداد الوطن. تهاوت قيم الحق ورزح الباطل وتمدد وسقط صوت العدل تحت صراخ وعلو صوت الظلم فاظلمت مسالك السبل وتاهت خطى الحقيقة ولم يعد لعقل من طريق ولا للعقلاء من حكمة ، اندثرت معاني التالف وضاعت من عرفنا سماحة الصفح والتغاضي وباتت دروبنا تسكنها الفجيعة والموت المجاني يسيطر على كافة المدن والطرقات والنهب سمة والغبن ماركة معروفة بضياع الأمن والأمان. غشاوة من ضبابية تشد مشهد صباحاتنا وفجر باسق بلون غاتم نبصره رهاب يلوح في أفق أمانينا وجنة فقدت وطولها الأمس باتت ذكري نتوق لها في ماضينا فعدنا بجراحاتنا نبكي ، فلا ف ي الأمس سلوى ولا في اليوم فرج كل الظلمة والظلم. غطت على نفق ملاذاتنا وبات الوطن حبيس مابين سكة ضياع يشدها الكل ومستعمرين يتدثرون بمكر الوساطة لسلب ونهب ما تبقى من امل في سبيل نجاتنا لقد رهنا كل شيء ولم نحصل الا على الندامة والفجيعة ولم نحصد شيء. وخزة لا أحد يملك حصانة في مواجهة ظلم وقع ودم ريق وأعراض انتهكت فسوح العدل يسع الجميع ولا خيار للظالم والقاتل الا ان يحاكم فمن يملك الحق هم أهل الشهداء وكفى عبث يا انتهازي . [email protected]