من الغباء أن تضع يدك في جحر لم تتعافى بعد من سمه الزعاف ومن الهبل أن تجرب المجرب وان لا تستفيد من الدرس والتجربة ولكن العقول الجامدة لا تستوعب عبر الفشل ولا تستقراء حيثيات السقوط وتتعلم من درس الإخفاق وعندما تقصر القامات وتتقزم الهامات يصبح المخجل مباح والعار نزوة فتعصب العين غتامة وتمنع الأبصار غشاوة يصبح الإدراك صفر والتبلد عقل وما أكثر محن زماننا وقصر قامة ساستنا ولا عجب فمن لا يملك زمام أمره لا يملك حرية رأيه ومن كانت السلطة هدفه والكرسي غايته ستكون المكيفلية صراط ممشاه فلا رادع يمنعه ولا موقف يتعظ به فشهوة السلطة اقوى من ضمير مبداء وأسمى من كل تضحية . ويظل غث البغاث غض الجناح لين العود يمرح بخوف ينشد من خلف النعيق فردوسه المفقود ويبكي علي حائط الزيف ويتناسى زخ الدم وجراح الامس ونضال كان بثمن غالي ممهور ، فلا عجب أن رأيت كل فواه يتابط درهم الذل ويبيع بثمن بخس اشياعه ويرهن اليوم تاريخه ، لا عار فلكل شيء ثمن وما ارخص ثمن الضمير وابشع مال الحال ولا عقل لخوان. حتما للتاريخ كلمة تصنعها المواقف وللعار لطخة تبصمها الأحداث وبعض ما نخشاه ونتيقنه أن من يرى سراب أحلامه حقيقة لا يعرف كن الزيف ولم يتعظ من اثر فاس الامس ولم تبكي عيناه من بشاعة وفظاعة القتل ولم يعي حجم الكارثة فالقصة لا زالت مكتوبة علي صفحات الحسرة من هنا انطلق الغدر ومن نفس الايادي كان الموت وما أكثر اللاهثون نحو القصر لولا بعض الحياء والخوف من الشارع لرأيت العجب . وخزة التسوية التي يلهث خلف بريقها كلاب السلطة لا ولن تمنح مشروعية للحكم ولن تزيد الوضع الا تشرزم وانقسام وتشتت واي تسوية لم تبصم بقوة الإرادة الوطنية وتسند بتوافق شعبي وطني لن يكتب لها النجاح.