فتحت أندية المشاهدة أبوابها على مصرعيها، واحتضن عشاق كرة القدم الملقبة ب"المجنونة" لمشاهدة مباريات النسخة الجارية حالياً لكأس العالم التي تحتضنه دولة قطر العربية، ويشهد الكثير من الفعاليات المصاحبة للمونديال، منها الأزياء الغريبة والمتنوعة، إلى جانب الرقصات الشعبية للمشجعين لمساندة منتخبات بلادهم من مقاعد ومدرجات الملاعب التي تلهب حماس اللاعبين وتنتج فرجة ممتعة تتناقلها عدسات وكاميرات القنوات الفضائية العالمية.. وفتح عرس "المجنونة" العالمي نوافذ جديدة لأندية المشاهدة داخل الأحياء والمناطق السكنية، ليس لتقديم خدمة مجانية للرواد، وإنما هو استثمار لحظي للحدث العالمي المرتبط بزمن محدد من أجل تحقيق أرباح مالية، لذا تجد في كل مكان هناك خيمة منصوبة تعتقد في بادئ الأمر أنها مناسبة، ولكن عندما تتمعن جيداً تجد بداخلها كراسي وعدداً من الشاشات الكبيرة تم إعدادها لمشاهدة مباريات كأس العالم، وأن الخيمة مجرد نادٍ مؤقت يتم إزالتها بانتهاء العرس العالمي..
أما الأندية الدائمة في مواقعها المعروفة فقد امتلأ بطنها بالرواد والزبائن من أجل التمتع بنقل مباشر حي، ومشاهدة طقوس المشجعين ومتابعة أحداث المباريات وتعليقات المحللين وخبراء اللعبة الشعبية الأولى في العالم..
ويدفع الرواد والمشاهدون مبالغ تتراوح ما بين 300 إلى 1500 جنيه سوداني إلى أصحاب هذه الأندية مقابل توفير هذه الخدمات، وهذه المبالغ الزهيدة هي التي جذبت عشاق كرة القدم نحو أندية المشاهدة، خاصة في الأحياء الشعبية والطرفية الفقيرة التي لم تتمتع بالاشتراك في قناة الدولية التي رفعت سعر باقتها الجديدة الخاصة بنقل مباريات كأس العالم إلى 30 ألف جنيه، مضافاً إليه مبلغ 5 آلاف جنيه؛ قيمة تنشيط الباقة الأساسية الكبرى..
ويقول "عوض عبدالله" الذي يملك نادياً للمشاهدة : كاس العالم بالنسبة لنا موسم يشهد نشاطاً كبيراً؛ حيث يستقبل النادي جماهير حاشدة خلال 30 يوماً، وهو أمر مربح بالنسبة لنا، حيث يتراوح دخلنا ما بين 30 إلى 50 ألف جنيه في اليوم، وهذا الدخل لم تشهده إلا مباريات دوري أبطال أوروبا، و مواجهات الكلاسيكو، أما "حسن" صاحب نادي مشاهدة في بحري قال : نحن نهيئ الأجواء، ونقدم خدمة مقابل مبلغ زهيد من أجل أن يتمتع زبائننا بفرجة ممتعة، ومشاهدة بمزاج رايق، وأضاف : بالطبع مباريات كأس العالم حققت دخلاً جيداً بالنسبة لنا عوضنا فترة الركود، خاصة في فترة توقف الدوريات الأوربية والمباريات التي يهتم بها الجمهور..
واستدعى "كأس العالم" الجاري حالياً أحداثاً رياضية سابقة أعلنت فيها أندية المشاهدة حالة الطوارئ لاستقبالها مثل ما حدث في مباراة الكلاسيكو الأخير بين ريال مدريد وغريمه برشلونة الكتلوني، حيث قام ملك نادي مشاهدة في الجريف غرب – الخرطوم بتجهيزات غريبة من نوعها لفت الأنظار وقتها عندما قام بطباعة تذاكر خاصة للكلاسيكو عليها رقم المقعد وقام بفتح نافذة بيع تذاكر خاصة حيث يمكنك ان تحصل على التذكرة قبل ثلاثة أيام من اللقاء، ولم يخب ظنه عندما نفذت التذاكر قبل يوم من الكلاسيكو، وعن تلك التجهيزات يقول صاحب النادي: نسبة للتدافع الجماهيري وتجنباً للزحام، وأضاف.. قمنا بتجهيز طاقم كامل للإعداد لهذه المباراة من مشرفين وموزعي التذاكر ورجال شرطة للتنظيم وغيرها من التجهيزات، وفعلاً نجحت الخطة التي نفذت باحترافية من قبل المنظمين فخرج اللقاء بأفضل ما يكون بعد أن فض سامر الكلاسيكو..
قد لا تستطيع الغالبية من أندية المشاهدة توفير هذا التنظيم الدقيق والترتيب الجميل، ولكنها قادرة على توفير الفرجة حتى لو كان ذلك تحت "الرواكيب" وفي وضع بائس وهو ما يطلبه المشاهدون الذين ربما ينفض سامرهم بنهاية فعاليات كأس العالم وتزال الخيام، ولكن حتما سيعود نصبها من جديد في أول حدث رياضي عالمي.. اليوم التالي