السادس والعشرين من ديسمبر 2022م والشوارع اكثر تماسكا في مليونيتها . الجماهير ممسكة بقضاياها ورافضة لاي تسوية او شراكة دم جديدة. الحراك يتقدم بثقة ، في مقدمته الكنداكات وزغاريد الثقة بالنصر ، تحفه الشجاعة والصمود والاصرار على انتصار حتمي ، طالما استمر الرفض ونجح الثوار في توحيد صفوفهم وبناء مركزهم الموحد التنسيقي ، ليمثل مركز الثقل والقيادة الموحدة للكتلة الحرجة اللازمة لاسقاط سلطة اللجنة الامنية ومن يلتحق بها من التسويين. ولتكوين هذا المركز الموحد ، لا بد من القيام بما يلي: 1- العمل على انضاج عملية الفرز والاصطفاف على أساس الموقف من الإتفاق الإطاري ، الذي على الأرجح سيصبح اتفاقا نهائيا ، تركب عليه سلطة شراكة قائمة على مشروع الدستور المنسوب للجنة تسيير نقابة المحامين ، المعدل وفقا لملاحظات اللجنة الامنية الحاكمة. مع عدم التردد في اعتبار أي من القوى الداعمة له خارج إطار القوى الثورية ، بإعتبار انها قوى تسوية وشراكة دم مع العسكر ، وعزل هذه القوى ذات الأثر السلبي على الثورة ، والتي تشكل خطرا حقيقيا عليها وتمنع انتصارها . استنادا الى معرفة تامة بأن الوحدة تبنى على اساس الصراع وفي اطار التناقضات ، لا بإخفاء الصراع وتجميع الناس كيفما اتفق. 2- الانتباه للاثر المدمر لقوى التسوية التي مازالت ضمن مؤسسات الثوار كلجان المقاومة ، ولمناوراتها الرامية لتصفية اللجان و تحويلها لادوات تابعة لسلطة التسوية والشراكة القادمة. مع ضرورة حسمها وخوض الصراع الفكري والسياسي معها بوضوح وبدون مجاملة. 3- طرح القضايا المختلف عليها بوضوح واحراج القوى التي فرزها الإتفاق الإطاري وعدم مجاملتها ، وتوضيح ان اتفاقها الاطاري عفا الانقلابيين من المحاسبة على انقلابهم ومن جرائم اخرى ، ولم يلغ مفاعيل انقلاب القصر الأول ، وشرعن الجنجويد ، واعترف بإتفاق جوبا وعفا عبر ذلك الحركات من المحاسبة عن دعمها للانقلاب الاخير ، ومكن اللجنة الامنية من السلطة عبر مجلس الامن والدفاع ، واشركها في اختيار رئيس الوزراء ومجلس السيادة عبر النص على التشاور بالرغم من الزعم بأن المؤسستين مدنيتين ، وسمح لها بالانفراد بكل ادوات العنف والمؤسسات العسكرية واخرجها من سلطة الحكومة الانتقالية. 4- توسيع دائرة اتصال لجان المقاومة بالجماهير الثائرة وتوسيع مواعينها بشكل ديمقراطي ، يسهل هزيمة التيار التسووي والمترددين والمشاركين في التآمر على الثورة عبر تسويق التسوية وشراكة الدم الجديدة. 5- تفعيل ميثاق تاسيس سلطة الشعب وإدارة صراع حقيقي لتوحيد كافة لجان المقاومة ، والعمل على هزيمة عناصر التيار التسووي التي منعت توحيد المواثيق وخلق القيادة التنسيقية الموحدة ، لتمرير تسوية شراكة الدم. 6- اشتراك لجان المقاومة من مواقع السكن فيالتعبئة من اجل تكوين النقابات الفئوية في مواقع العمل ، لتجاوز ضعف النشاط النقابي وهزيمة التيار الانتهازي التسووي ، الذي منع صدور قانون للنقابات على اساس فئوي ، ومازال يعطل نشاط الجمعيات العمومية الراغبة في تكوين نقاباتها. 7- المبادرة لخلق جسم تنسيقي مابين لجان المقاومة و تجمع المهنيين ( التجمع الشرعي لا تجمع "قحت")، و النقابات التي انتخبتها جمعياتها العمومية كنقابة الصحفيين. 8- اشراك الإتحادات الطلابية التي يقودها طلاب وطنيون في الجسم التنسيقي المنوه عنه أعلاه ، ودعم نشاط تكوين النقابات الفئوية ، لاهمية الحركة النقابية في تنفيذ الاضراب السياسي العام. 9- اهتمام الجسم التنسيقي بالرصد وجمع المعلومات وتبادلها وبناء قاعدة بيانات تمكن من تقييم سليم للموقف. 10- توسعة الجسم التنسيقي بصورة مستمرة حتى يستوعب كافة القوى الثورية المتفقة على التغيير الجذري ، والتفكير في الاشكال الملائمة لتنظيمها وفقا لظروفها واوضاعها. و لا شك في ان هذا الجسم التنسيقي يجب أن يمثل فيه تنظيم اسر الشهداء ، والمفصولين من الخدمة المدنية والعسكرية ، والنازحين ومنظمات المجتمع المدني الداعمة للتغيير الجذري. 11- العمل مع منظمات المجتمع المدني الأخرى الداعمة للتغيير الجذري ، وتحديد كيفية تمثيلها ومشاركتها في الجسم التنسيقي. ومن المهم عدم توهم ان هذا الجسم سيولد مكتمل النمو وكامل العدد ، لأنه سيولد من نواة صلبة خارجة من معركة فرز واعادة اصطفاف صعبة ، لا تسمح باستصحاب اشخاص كانوا ضمن معسكر المناضلين ضد الانقاذ ، لكنهم لم يستطيعوا تجاوز حالة السيولة التي تتخلق فيها عملية الفرز ، فسقطوا في براثن التسوويين الذين قادوهم لقبول الشراكة مع اعداء الثورة ، وتمكين القوى المضادة للثورة من احتوائها وتصفيتها . وان كان مثل هذا السقوط محزنا ، الا انه طبيعي في حالات الصراع الإجتماعي المعقد ، ولا يجب التساهل مع من سقط او التعامل معه بشكل عاطفي ، لأنه اختار معسكره بوعي وإن كان وعيه زائفا. ومفاد ما تقدم ، هو ان التقدم في اتجاه المركز الموحد التنسيقي ، يستلزم الوعي بطبيعة الفرز الاجتماعي وعدم التخوف منه او التعامل معه بشكل عاطفي ، وضرورة خوض معركته بوضوح ، لخلق الاصطفاف الجديد ، وبناء نواة المركز وفقا له ، وتوسيعها عبر ضم المنظمات التي ترتضي الانضمام إليه في اطار عملية الصراع ، كلما اتضحت طبيعة شراكة الدم الجديدة في الممارسة ، وانفضحت أكاذيب التيار التسووي ودعايته اكثر. يقيننا ان شعبنا قادر على بناء مركزه الثوري التنسيقي الموحد ، لقيادة كتلته الحرجة القادرة على اسقاط نظام شراكة الدم الجديدة ، وأنه طويل النفس وسديد الرأي وعالي الإرادة ، وواثق من النصر. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!! .