بعد تلويح ترك باعلان الحرب في شرق السودان ، أمس الأول هدّد عضو مجلس السيادة السابق رئيس كيان نداء الشمال أبو القاسم برطم، بحملهم في الشمالية للسلاح للمطالبة بانتزاع الحكم الذاتي، أسوةً بالمنطقتين، واعتبر أنّ هناك مؤامرة وظلماً على الشمالية من المركز لتحويلها إلى مقبرة وبقرة حلوب في عملية تعدين الذهب،وأكّد برطم في تصريحاتٍ صحيفة امس الثلاثاء، أنّ الشمالية ستلجأ لحمل السلاح لتحقيق الحكم الذاتي وإقامة الإقليم الشمالي حال عدم تنفيذ مطالبها ..فهل تدفع هذه المطالب برطم ليكون وجهاً آخر للناظر ترك ..؟ أجندة خارجية ويرى مراقبون ان مايقوم به ترك وبرطم من التهديد بالحكم الذاتي وحمل السلاح يندرج تحت تنفيذ الاجندة الخارجية والتي من شأنها ان تؤدي الى تقسيم البلاد الى دويلات ، مشيرين الى ان السبب في ذلك هو ذهاب هيبة الدولة ،بينما ذهب آخرون الى ان برطم وترك كانوا في المجلس السيادي للانقلاب ،في فترة من الفترات ، وان ما يحدث ماهو الا محاولة لاظهار اهمية الأمن القومي للقوات المسلحة ومن هنا يبقى السؤال قائما حول ان مايدور من حديث عن حمل السلاح واعلان الحرب مراد به تقسيم السودان ام ان الخطوة حركتها الموارد الموجودة في الشمال والشرق..؟ اختطاف الاقليم وأكد الاكاديمي والمحلل السياسي محيي الدين محمد محيي الدين ان تصريحات برطم تتسق مع اشواق وامنيات قيادات مسار شمال السودان ، وبالتالي يمكن النظر لتصريحاته بانها استمرار لموقف الولايات من الحكومة المركزية، في ظل عدم وجود اشارة للولايات ضمن التسوية السياسية المطروحة ،مشيرا الى تباعد المواقف بين المركز والولايات مما يسمح ذلك للقيادات التي برزت في الفترة الاخيرة ان تعبر عن مواقف هذه الاقاليم واختطاف صوتها بانها تمثل وجهة نظرها . ضغط على المركز .. وبالنسبة لارتباط ما حدث في شرق السودان وحديث ترك عن تلويحه بالانفصال او الحرب يعتقد محيي الدين ان التنسيق بين الشرق والشمال له فترة طويلة وبدأ مبكرا بزيارات قاموا بها وابان بان الذي يحدث الآن هو تنسيق يتم على مستوى شرق وشمال السودان ، واعتبره ضغطاً على المركز للاعتراف بالقضايا الحقيقية لهذه المناطق ، فالشمال بعد التغيير في العام 2019م، بدأ ينظر بتشكيك لتعامل الحكومة معه بحسبان انه بشكل واضح تم استبعاده من اي عملية سياسية، ،وحول وجود اجندة خارجية في الوضع السياسي الحالي للسودان قال محيي الدين: لا نستطيع اثبات ذلك او نفيه واردف لكن الشواهد تقول ان القضايا في شرق وشمال السودان هي قضايا جوهرية وقضايا عدم العدالة في المشاركة السياسية وفي توزيع الثروة وهذا يجعل خاصة في ظل وجود اتفاق للسلام للمنطقتين وكذلك في دارفور يجعل بقية الاقاليم تشعربالظلم ، وانه لم يتم تحقيق مصالحها اذا كان في المشاركة السياسية او التنمية لافتا الى ان استمرار التسوية السياسية بشكلها الحالي بدون مشاركة شمال وشرق السودان لن تعود بالاستقرار ولن تخدم عملية التحول الديمقراطي ،وربما تقود الى قرارات كارثية نحو الانفصال او المطالبة بتقريرالمصير وبالتالي من المهم النظر الى الموضوع في سياق ترتيبات الاوضاع في الفترة الانتقالية. غياب هيبة الدولة.. من جهته يرى اللواء ركن (م) أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية د.محمد خليل الصائم ان ماحدث يعني غياب الدولة وهيبتها،واضاف ان هنالك عدة جهات اعلنت انها ستحمل السلاح، مشيرا الى ان السودان يحتاج لهيبة الدولة لتحكمه في الفترة الانتقالية منوها الى ان الهيبة ليست بالضرورة ان تكون للعساكر فالحكومة اذا كانت مدنية يمكنها فرض الهيبة ، و ان الأمن الداخلي للدولة يكون من مهام الشرطة واذا لزم الأمر والشرطة لم تستطع السيطرة بعدها يتدخل الجيش . فوضى سائدة.. وأكد محمد خليل الصائم ان البلاد تعيش في حالة فوضى عارمة ، واشار إلى ان كل شخص يخالف او يعلن عن تكوينه جيشا او كيانا يتم اعتقاله لبرهة من الزمان ويتم الافراج عنه دون محاسبة، وبسؤال حول هل الذي يحدث هو عبارة عن تنفيذ لاجندة خارجية ؟ قال : الصائم ان معظم الفعاليات السياسية السودانية ترتبط باجندة خارجية ، والآن السياسيون الموجودون لا يتمتعون بادنى شيئ من الوطنية و قراراتهم مرتبطة بدول اخرى ، وتابع: حتى السلطة الحاكمة ايضا قراراتها مرتبطة بدول اخرى ،وان الشمال والشرق جزء من السودان الذي هو ملك لكل السودان لافتا الى ان حدود السودان تم رسمها من قبل محمد علي باشا الذي لم يحدد ان اي منطقة بعينها تتبع لاشخاص محددين ، وابان ان الفهم للحقوق والديمقراطية في السودان هنا فهم خاطئ لايخدم البلاد ويرجعنا الى نقطة ما دون الصفر، لذا يجب على سلطة الواقع الآن أن تفرض هيبة الدولة وان تفّعل القانون لان معظم الذي يحدث الآن يرتبط بأمن الدولة ويجب ألا نفرط فيه حتى لاينزلق السودان الى ما لا يحمد عقباه. ضغوط اقتصادية .. ومن جهته اشار الخبير الاقتصادي وائل فهمي إلى ان مايحدث هو محاولة لاظهار اهمية الأمن ولابقاء الجيش في السلطة برغم التصريحات لابعاده من العملية السياسية والتي لا تعني ابعاده عن مهامه وحجب الموارد ، وافاد فهمي انه اذا كان الناظر ترك يوظف الميناء لاجل الضغط الاقتصادي على الدولة ، فقد يتجه برطم ايضا الى الحديث عن استخراج الذهب للضغط على الحكومة ، لافتا الى ان الذهب المستخرج من الشمالية ونهر النيل كميات كبيرة كبيرة يذهب للشركات الخاصة والاهالي ، وان الشعب غير مستفيد منه بالصورة التي يتصورها البعض ..وقال فهمي ان برطم اذا اراد ان يستخدم الذهب كضغط اقتصادي، فلن يجني حياله شيئا، و اضاف: اذا كان برطم وترك يتحدثان بلسان أهالي الشرق والشمال ويطالبان بحقوقهما الضائعة كان لابد لهما من مساندة لجان المقاومة، واختتم وائل حديثه موضحا أن جميعها ضغوط اقتصادية يريدون منها مكاسب من الحكومة خصوصاً التمكين السياسي ، و توضيح لاهمية الأمن و درجته حتى يكون الجيش فيها . الحراك السياسي