إظهار جندي من ساحل العاج يهدف إلى إعطاء انطباع بأن روسيا ليست في عزلة ولها حلفاء خصوصا في القارة الأفريقية، بما في ذلك على ميدان القتال. يدخل في إطار العملية الحالية لبناء تحالفات بين دول أفريقية وروسيا. في الواقع، حتى وإن كان من الصعب الحصول على إحصائيات، فإن الصور التي نملكها لا تتعلق بظاهرة واسعة، يبدو أنه لا يوجد عدد كبير من المقاتلين الأجانب (مع روسيا). وحتى هذا المرتزق صحيح أنه صاحب أصول أفريقية ولكن تم انتدابه من داخل سجن روسي. كما أن هذا المقطع المصور هو أيضا بمثابة طريقة للدعوة علنا لكي يلتحق مقاتلون قادمون من أفريقيا بمجموعة فاغنر.
وحسب نفس الباحث، فإنه من المحتمل أن يكون يفغيني بريغوجين يهدف من خلال الفيديو الدعائي إلى "التغطية على الصعوبات التي تواجهها مجموعة فاغنر في الميدان" بينما كانت المجموعة في الصفوف الأولى للسيطرة على مدينة باخموت، في معركة خسرت فيها المجموعة نحو 4 آلاف جندي حسب تقديرات أمريكية نقلتها قناة سي إن إن التلفزيونية.
"ممارسة ضغط على سلطات ساحل العاج" بالنسبة إلى كولين جيرار، الباحث في معهد "جيود Geode"، فإن مقطع الفيديو هذا يسعى إلى تحقيق هدف واضح أيضا: هو الرئيس الحسن واتارا الذي قدم نفسه على أنه خصم لهذه المجموعة شبه العسكرية.
منذ وصولها إلى مالي، وضعت مجموعة فاغنر ساحل العاج ورئيسها الحسن واتارا على أنه أحد أهدافها الموالية. وهو ما نراه بوضوح في فيديو الرسوم المتحركة الذي نشر مؤخرا ونسب إلى مجموعة فاغنر (فريق التحرير: انظر أعلاه). يمكن إذن أن نخلص إلى أن مقطع الفيديو هو وسيلة لممارسة ضغط على سلطات ساحل العاج لإظهار أن العاجيين يقفون في صف فاغنر. ونفس هذا السياق أيضا يمكن أن نفسر تعليق بريغوجين الذي وصف فيه هذا المرتزق بأنه سيكون "رئيسا كبيرا جدا.
بالتالي، يندرج هذا المقطع المصور في إطار محاولة يفغيني بريغوجين للحصول على مكانة جديدة.
بريغوجين بدأ بالعمل على الحصول على صفة شخصية عامة منذ سنة 2018 مع إنشاء إدارة للإعلام في مؤسسته "كونكورد ولكننا نلاحظ توسعا كبيرا للحملات الاتصالية لمجموعة فاغنر منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا. هذه الحرب تمثل بالنسبة إليه فرصة للتقدم أكثر فأكثر وإظهار نفسه كوطني روسي حقيقي، وذلك عبر استغلال مكامن ضعف الجيش الروسي. حتى أن ذلك جلب إليه أعداء، وذلك لأنه – داخل وزارة الدفاع وجهاز المخابرات الروسية- بدأ القلق يتسرب بأن يحصل على نفوذ أكبر من اللازم.
يمثل السجناء المنتدبون من السجون الروسية ضمن مجموعة فاغنر ما بين 40 إلى 50 ألف مقاتل، حسب إحصائيات كانون الأول/ ديسمبر 2022 التي قدمها جون كيربي، المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض. وحسب أولغا رومانوفا، الصحافة ورئيسة منظمة "روسيا بيهاند بارز Russia Behind Bars" التي تُعنى بالدفاع عن حقوق المعتقلين، فإن نحو 50 ألف سجين تم انتدابهم للقتال مع المجموعة إلى غاية اليوم، ولكن "10 آلاف فقط منهم مازالوا يقاتلون لأن البقية قد قتلوا أو اختفوا أو تم التخلي عنهم أو إعدامهم"