لعل ائتلاف الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية، هو أكثر الائتلافات السياسية إثارة للجدل في الساحة السياسية، فهو يحوي عددًا من الكتل والأجسام التي لها عداءات سابقة، أو حالية مستمرة مع بعضها البعض، فبدءًا من حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي التي خاضت حربًا دامية مع حركة العدل والمساواة، وصولًا لأقطاب الشرق المتنازعة حول مسار الشرق في الإتفاق.. فور تكون هذه الكتلة تنبأ العديد من المحللين والمراقبين بتفككها، على خلفية عدم الانسجام الصارخ في خلفيات ورؤى الأجسام المكونة لها، ولعل الخطوات الأخيرة التي أتخذتها الكتلة قد أثبتت ذلك، فمنذ ترحيب الكتلة بالمصفوفات المستحدثة لإتفاق سلام جوبا الصادرة مطلع الأسبوع وخصوصًا مصفوفة الشرق، والتي تُعجل وتفك التجميد عن مسار الشرق، ونائب رئيس الكتلة وقائد حراك الشرق ضد المسار محمد الأمين ترك يلتزم الصمت، ولم يوضح موقفه في هذا الصدد حتى كتابة هذه السطور. ومن جانب اخر، أنتشرت بالأمس صور لإعلان سياسي بين الكتلة الديموقراطية والحركة الشعبية بقيادة الحلو، أورد بوضوح فصل الدين عن الدولة، والمثير للدهشة هو أن رئيس الكتلة الموقع على الإعلان، هو نائب رئيس حزب يطرح الدولة الدينية بشكل أساسي في برنامجه السياسي. وهو الآن أول حزب سياسي سوداني يوقع على فصل الدين عن الدولة ما يقودنا لتساؤل موضوعي حول مدى تجانس هذه الكتلة ومحركاتها ومن يقودها، وأجندتها الفعلية، وإلى ما ستفضي إليه في الغد القريب. الجريدة