أسماء جمعة رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان، فولكر بيرتس، في خطاب الإحاطة السادس بعد الانقلاب أمام مجلس الأمن، قال إن خلافات مناوي مع الموقعين على الاتفاق الإطاري تتعلق بضمان تمثيلهم في السُّلطة، أي إنهما إذا ضمنا المناصب مسبقاً فسيوقعان مهما كان شكل الاتفاق حتى ولو كان انقلاباً آخر، مثلما سبق لهما وأن اتفقا مع العسكر وتنازلا عن حقوق أهل دارفور كلها في اتفاق تم تحت الطاولة. الرجلان استشاطا غضباً من حديث فولكر، لا أدري لماذا. فهو لم يتهمها بالباطل إنما قال الحقيقة المجردة، بل من أجل مصالحهما حملا السلاح، وسفكا دماء الأبرياء، ونهبا أموال الناس، وتاجرا بأهل دارفور، وسقطا في كل امتحانات المبادئ والقيم والأخلاق والضمير والإنسانية . تقول الحكمة: "إذا لم تستح فاصنع ما تشاء". وجبريل ومناوي من النوع الذي لا يخجل ولا يختشي، فقد خرج كل منهما بعين قوية يرد على فولكر. قال جبريل إنه لا يشرفهم أن يكونوا ضمن طاقم حكومة يصنعها الأجانب ويفرضونها على الشعب السوداني، وتساءل هل سبق له هو وقريبه مناوي أن طلبا من رئيس يونيتامس أن يضمن لهما موقعاً في حكومته التي يريد تشكيلها رغم أنف الغالبية من الشعب السوداني، كأنما جاء الشعب به محمولاً على الأعناق، ولم يفرض عليهم بالقوة . أضاف جبريل مفتخراً: "نحن ثوار أحرار لمن لا يعرفنا"، ويبدو أنه هو وحده من لا يعرف نفسه، ونسي أن الجميع يعرفونه. فهو أحد أيقونات الفساد والإجرام والقتل، ابن عصابة الحركة الإسلامية الفاسدة صاحبة التاريخ الأسود التي تمرد عليها هو نفسه بسب الخلافات على المناصب. أما مسألة أنه مناضل وثائر، فهذه محاولة منه لتجميل تاريخه الأسود، رغم أن الواقع يكذبه. فليس هناك مناضل وثائر حر يخاف من الشعب ولا يستطيع أن يمشى بين الناس بلا حراسة. من الناحية الأخرى، غرد المجرم الثاني مناوي مستنكراً تصريحات فولكر، وقال إن إحاطته فيها تغبيش وتزوير للحقائق وقدح في مواقفهم النضالية، عن عمد، وإنه يدين هذا السلوك الجارح وتزييف الحقائق أمام المجتمع الدولي. طبعاً هو الآخر نسي أنه لا يختلف كثيراً عن جبريل، فحركته عبارة عن عصابة لا هدف لها سوى التكسب وسفك الدماء والابتزاز، لهذا فشل حين وضع أمام المسؤولية وعين حاكماً لإقليم دارفور لثلاث سنوات (قاعد ساكت). لم ينجح إلا كمهرج يضحك الناس، حتى أصبح أيقونة للسخرية والتندر . جبريل ومناوي اليوم تحت حماية جيش الحركة الإسلامية، ولهما تاريخ طويل في الإجرام. لا يستطيعان العيش في بيئة فيها تنافس شريف، ويعانيان من تناقض حاد وصل مرحلة أن أصبحا يتعاطفان مع المجرم ضد الضحايا أهلهم، وهو تصرف لا يمكن أن يقوم به إنسان سوي له قيم ومبادئ وأخلاق ويعرف معنى النضال فعلاً . جبريل قال إنه لا تشرفهم المشاركة في حكومة يصنعها الأجانب، ناسياً أنهم ظلوا طيلة فترة نضالهم الكذوبة يتلقون الدعم والمساعدة من الدول الأجنبية، وحاولوا استعطاف المجتمع الدولي نفسه الذي اكتشف إجرامهم، فابتعد عنهم تماماً، وما قاله فولكر ليس رأيه وحده، بل هو رأي المجتمع الدولي نفسه الذي قال في تقارير إن حركات دارفور ظلت تمارس الارتزاق مع الأجانب وتقاتل مع خليفة حفتر المدعوم إماراتياً ضد الحكومة الوطنية في ليبيا، ولا زالت تحصل على معظم التمويل من ارتباطاتها مع الأجانب. كما أنها استعانت بمدربين أجانب دون استشارة شركائها العسكر، فلماذا يحلل جبريل الاستعانة بالأجانب على نفسه ويحرمها على غيره، أي منطق يتعامل به؟ أي فجور هذا؟ جبريل ومناوي ظلا يعتمدان على استراتيجية الابتزاز السياسي والمتاجرة بمصالح الناس من أجل الحصول على المكاسب والمناصب، ولولا دولة العسكر الفاسدة هذه لما وصلا إلى ما وصلا إليه اليوم من ثقة تجعلهما يتحدثان بأسلوب لا يمكن وصفه إلا بأنه صفاقة وفجور. الديمقراطي