قال موقع "ميدل إيست آي"، إن الصراع بين قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان حميدتي، يشكل خطراً على استقرار السودان. وفي تقرير خاص، ألقى الموقع الضوء على صراع السلطة الذي تفجر مؤخراً بين "البرهان وحميدتي"، قائلاً إن "المحللين العسكريين والمدنيين على حد سواء، علاوة على دبلوماسيين غربيين، أكدوا للموقع وجود إشارات متزايدة على التصعيد بين الطرفين، رغم محاولات الوساطة المتكررة". ورأى الموقع أن البرهان وحميدتي، حافظا على التحالف بينهما على مضض، منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، مشيرًا إلى أن الرجلين يعتمدان على مصادر دولية مختلفة في استلهام القوة. فبينما يسيطر البرهان على مجمع عسكري صناعي بارز، يحصل أيضاً على دعم من القاهرة، ومن شخصيات إسلامية كانت في السلطة، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي سقط حكمه عام 2019′′. أما حميدتي، الذي كان جزءاً من قوات الجنجويد، سيئة السمعة، في إقليم دارفور، فيسيطر على مناجم للذهب في الإقليم المضطرب، وله داعمون يتمتعون بالنفوذ في الإمارات والسعودية. وأكد التقرير أن البرهان وحميدتي التقيا منفصلين بمسؤولين أمريكيين وروس وإسرائيليين رفيعي المستوى، بينما يُنتظر أن توقّع الأطراف السودانية اتفاقًا إطارياً نهائياً، لرسم الدستور الجديد، وتشكيل حكومة مدنية جديدة، خلال أسبوعين على أقصى تقدير. وأوضح التقرير أن سكان العاصمة يستيقظون يومياً على مزيد من الإشارات على الصراع المتصاعد بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما جعل الكثيرين يتخوفون من نشوب اشتباكات بين الطرفين. ونوّه إلى زيارة البرهان لتشاد المجاورة، مطلع العام الجاري، وزيارة حميدتي للبلد نفسه في اليوم التالي، بينما وصل وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الخرطوم بعد يومين، ليخرج حميدتي قائلًا إنه لم يكن على علم بهذه الزيارة. وبعد زلزال تركيا وسوريا، أرسل الجيش السوداني طائرة شحن محملة بالمعونات الإنسانية إلى تركيا، بينما أرسلت قوات الدعم السريع طائرة منفصلة. وفي مارس الماضي، تصاعد الصراع بعدما طالب البرهان بضم قوات الدعم السريع إلى تشكيلات القوات المسلحة، فرد عليه حميدتي متحدياً، بتعبير عن ندمه على مشاركته البرهان في "انقلاب أكتوبر". وأخبرت مصادر غربية لم تشأ الإفصاح عن هويتها "ميدل إيست آي"، أن محاولات الوساطة ما زالت جارية، لكنها لم تحقق تقدماً يذكر بسبب اختلاف رؤية البرهان، وحميدتي، بخصوص كيفية دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، والجدول الزمني لفعل ذلك، علاوة على تفاصيل أخرى. وينقل التقرير عن محلل سياسي، رفض الإفصاح عن اسمه، قوله: "قوات الدعم السريع، تساند القوات الروسية في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، بينما يدعم الجيش الغرب بما فيه الولاياتالمتحدة، والدول الأوربية"، مضيفًا أن الغرب وضع إخراج الروس من السودان وأفريقيا الوسطى وليبيا على قمة أولوياته، ويدعم ذلك بشكل يفوق دعمه العملية السياسية في السودان. وقالت المحللة السياسية السودانية خلود خير ل"ميدل إيست آي" إن البرهان يبدو طامحاً لتبني النموذج المصري، بحيث يكتسب شرعيته من الانتخابات. بينما يتبنى حميدتي النموذج الإماراتي، الذي يركز السلطات لاكتساب الشرعية بناء على عقد اجتماعي مختلف، مضيفة "لكن النموذجين سيضمنهما دولة أمنية راسخة تستخدم العنف لتحقيق الشرعية".