تصريح مستشار حمدوك السابق الدكتور امجد فريد فى حواره الصحفي مع الاستاذة فاطمة مبارك الذى اكد من خلاله ضرورة مشاركة الاسلاميين فى قضايا التحول الديمقراطي ، يجب عدم تجاهله واخذه بعين الاعتبار ، لان الواقع ان الاسلاميين شئنا ام ابينا رقم صعب لايمكن تجاوزه من خلال تاريخهم السياسي والاداري على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي ، ولا نستدل فقط بتجربة حكمهم الاخيرة التى افادتهم بالخبرات والمهارات ، لكن نستحضر مشوارهم منذ السبعينات عندما شكلوا الجبهة الوطنية المعارضة لمقاومة نظام مايو ووجدوا الدعم من اثيوبيا والسعودية وليبيا ، ونفذوا فى 2 يوليو 1976م انقلابهم المشهور . ثم تصالحوا مع النميري فى 1977م واصبحوا الحاضنة السياسية لحكومته حتى شغل المرحوم الدكتور الترابي منصبي النائب العام ومستشار الرئيس للشئون السياسية ، واسسوا بعد انتفاضة ابريل 1986م تحالف الجبهة الاسلامية القومية الذى احرز واحدا وخمسين مقعدا فى البرلمان ليصبح القوة الثالثة بعد الاتحادي وحزب الامة فيما حصل الحزب الشيوعي على ثلاث مقاعد فقط ، هذا فضلا على ان الاسلاميين جماعة منظمة تجد المساندة من امريكا وعديد الدول الاوربية التى تأوي افرادها وتسمح لهم بممارسة انشطتهم التنظيمية ، لذلك فان تقديرات السياسي الفقيه الدكتور امجد فريد فى محلها وواجب العمل بها ، لان السؤال : اين سيذهب افراد جماعة سياسية بهذه الامكانيات والقدرات؟ واعتقد ان الاجابة لاتحتاج الى عناء ، سيذهبوا الى عرقلة الفترة الانتقالية لاجبار الجميع على اجراء انتخابات مبكرة يكون فيها الفوز من نصيب الحزب الذى يتحالف معهم ، وهذه ليست فزورة فجميع الاحزاب يسعدها ويشرفها ان تنال فى الخفاء رضاء الاسلاميين للفوز فى الانتخابات القادمة ، بل هناك الان احزاب تجري اتصالات مع الاسلاميين بوساطة دولية لازاحة اليساريين والقوميين من صدارة المشهد ، ففى السياسة دائما هناك متحول وليس هناك ثابت ، والاعتماد على سياسة الاقصاء من شأنها ان تطور من الاساليب التنظيمية للاسلاميين ، ومن شأنها ايضا ان ترقي فكرة التيار الاسلامي العريض الى حزب سياسي واحد ، لاتستطيع الوقوف امامه بقية الاحزاب ولو اجتمعت على كلمة سوا بينها ، لذلك فان الصلح خير واستصحاب شرفاء الاسلاميين ممن لاغبار عليهم فى العملية السياسية ليس ذكاء فارض من الدكتور امجد فريد وحسب ، بقدر ماهو ضرورة ملحة للديمقراطية المستدامة.