تعجز الكلمات عن وصف الحزن الذي أشعر به أمام المشاهد المروّعة التي يعيشها الشعب السوداني عموماً وأسرتي خصوصاً في هذه الأيام الأخيرة من شهري رمضان والعيد علي الابواب ، آمل بكل جوارحي أن تتم محاسبة المسئولين عن هذه الحرب المدينين قبل العسكريين ، وأن يعاقبوا أشد العقاب ، مع العلم بأنه ما من عقاب يمكن أن يعوّض عن كل هذا الألم وهذه المعانة ، والدماء التي سالت . لا أدري كم يساوي هذا الكرسي الذي من أجله يسحق الإنسان أخاه الإنسان في السودان … ويقتل السوداني مواطنه وجاره السوداني … كم تساوي المصالح الشخصية التي يقتل الناس لأجلها وتُدمر البلاد بما فيها ومن فيها وبأيدي أبنائها... كم هي رخيصة الدماء والأرواح في عرف السياسيين الانتهازيين . كيف نستقبل العيد في وضعنا الحرج المأساوي الذي وصل إليه حال وطننا الحبيب ، وهل يكون هناك طعم للعيد في وطن قتله أبنائه ، مقدمة تعبير وخاتمة ها هو رمضان يرحل ، ويستعد لإغلاق الأبواب وراء الايام التي قضاها الشعب السوداني بالصيام ، مضت بكل ما فيها من جد وتعب واجتهاد في توفير لقمة الافطار ، مضت بحلوها ومرها ، بظروفها الصعبة مضت ، بفشل الساسة والمنافقين مضت بكل ما فيها ، وكأنها ساعة من عمرنا ، لم تأخذ منا إلا القليل وكان الأيام تريد أن تخبرنا أنّ العمر ما هو إلا لحظة عابرة ، ما إن يطرق الأبواب حتى يغادرنا للأبد ، تاركاً وراءه كل الذكريات ، فما نحن جميعاً إلا ذكريات عابرة في العمر . ليس من السهل أبداً أن نكسر أسلوب حياتنا فجأة ، في نهاية هذا الشهر الكريم نودع كل الضحايا الذين سقطوا جراء الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع وضحايا الظلم والقهر والاستبداد ، ونترحم علي شبابنا الذين لقو حتفهم في البحر المتوسط هربا من الظلم والقتل ، سوف يحل علينا العيد في ظروف يرسى عليها حال السودان ، ولكن مجبورين هذه السنة أن يكون العيد بطعم الدم كما حصل في العام 2019م وكل ذلك بسبب الأحزاب السياسية الفاشلة ، لأن ما يسمى بأحزاب سياسية في السودان هي عبارة عن مجموعات ليس لديها أي رؤية تجاه الوطن ، وهي في نفسها غير ديمقراطية فكيف لها أن تأتي بالديمقراطية في السودان . نشتاق للحياة الكريمة لكن هذا الاشتياق أصبح من المستحيل ، فمن اسباب مأساتنا كل الأحزاب السياسية ، لأن الساسة السودانيين عملاء ومنبطحين لبعض دول الجوار وسفاراتها ، من أمضى أيامه منبطحاً لا يري الا الذل والهوان وسيندم علي انبطاحه ، وأن ظلّ هؤلاء العملاء منبطحين سيكون السودان في خبر كان ، لذلك على الشعب السوداني لفظ كل الأحزاب السياسية من حياته ، المؤسسة العسكرية لا يمكنها أن تعمل انقلاب الا ومعها حزب سياسي . رغم التعب الذي نبذله في تحليل الواقع ، إلا أننا نشعر بالحزن عند مفارقة كل هذا ، خصوصاً ضحكاتنا الحزينة ، فلا شيء يوازي ضحكتنا ، ورغم قولنا الدائم عن حال السودان ، نشعر بالحزن في نهاية رمضان ، وربما يخطر ببالنا أحياناً أن تكون الايام القادمة اسوء علي وطن مشلول ، أنّ مشاعر الفرح والحزن تختلط في وداع رمضان هذه السنة وهي أشبه بسنة الشؤم التي حصل فيها فض اعتصام القيادة العامة للجيش ، لقد أصبح فرصة اصلاح حال الوطن في المجهول .