(1) حدثني من رحل عن هذه الفانية عام 2006م ، وظل مقيماً في وجداني ؛ صديقي محمد يوسف والذي انتقل من بلدته في شمالي الخرطوم للعمل في اقاصي جنوب أقليم دارفور في بواكير الأزمة الإنسانية هناك . كم انه فوجيء بالنائب انذاك للرئيس المخلوع عمر البشير ونفر من كبار نظام الإنقاذ والذين قدموا الي تلك البقاع النائية بمروحية عسكرية. ولأنه كان الطبيب الوحيد بالمنطقة دعي للأجتماع ضمن أعيان المنطقة. ذهل الراحل بدناءة اللغة التي إستخدمها الأستاذ علي عثمان محمد طه في تحريض بعض المكونات القبلية ضد أبناء جلدتهم من القبائل الأخرى. على إثر ذلك تكونت كتائب الأشرار المتعطشين للدماء والذين ما أن افرغوا قرى دارفور من الناس زحفوا نحو الخرطوم ومروي وغيرهما من ديار السودانيين الآمنين المتحضرين – تسوقهم وتستقطبهم رائحة الدم السوداني اينما وجدت (المتمة او الجنينة أو المعمورة) لا يهم. كثيراً ما حذرت الناس عن الخطر الذي يمثله هؤلاء الذين لا دين ولا خلق لهم. الا ان الرئيس المخلوع وأعوانه المجرمين تمادوا في تربية الذئاب البشرية الذين لا شيء يربطهم بالسودان أو شعبه غير الإرتزاق الرخيص. وما ان أشتد عودهم إنقضوا على من قام بتربيتهم (البشير ونظامه) ؛ لينتهي بهم المطاف بحرق ما تبقى من الوطن وإنسانه – وهو ما نشده اليوم في الخرطوموالجنينة . (2) لدي شعبنا الكثير من العتاب على جيشه الذي سرق سلطته المدنية لأكثر من خمس عقود . وفي ذلك قلنا في قواتنا المسلحة ما لم يقله (إمام دار الهجرة في الخمر) وما أردتنا به الا الاصلاح . لكن اليوم ومغول العصر على الطرقات ، يحرقون اليابس والأخضر ؛ فلا وقت للعتاب. إنما هي ساعة لتضافر كل الجهود لصد ودحر العدوان الغاشم والذي يمثل خطراً وجودياً على أمتنا وبلادنا ، وقد تمدد تداعياته الي العالمين من حولنا (لا سمح الله). لذا دعونا نناصر شباب القوات المسلحة من الجنود وضباط الصف والضباط في الملحمة التي يخوضونها بكل جسارة وتضحية. (3) كما اسلفت في مقال سابق بأننا نشهد لحظات يمتحن فيها شعبنا على إيمانه بحريته وعزته ووحدة تراب بلاده وكرامته في ظل الخذلان من قبل المجتمع الدولي (الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنرويج وغيرها) والدول الشقيقة (المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر) ، تقاعس كبار قادة القوات المسلحة ، مؤامرة فلول النظام البائد والذين صنعوا مليشيا الدعم السريع من قبل ثم اوقدوا الحرب الحالية وتواروا عن الأنظار ، سلبية قادة حركات الكفاح المسلح والذين تبخروا مع أول رصاصة اطلقتها مليشيا الدعم السريع. وأخيرا خيابة وغباء بعض قادة قحت الذين مازلوا يتطلعون لإنتصار مليشيا الدعم السريع على جيشنا الوطنى حتى يتقاسموا حكم السودان مع التتار القادمين من وراء الحدود. (4) رغم ما صاحب مسيرة امتنا من إخفاقات كارثية ؛ إلا اننا نفخر بأننا أكثر شعوب هذه الأرض تسامحاً. نحن على موعد مع النصر على جحافل التتار الذين تدفقوا ومازالوا من بعض دول غربي افريقيا. بحول الله تعالى سينتصر جيشنا المسنود من قبل الشرفاء من ابناء وبنات شعبنا. عندها سنجلس للحوار لإعادة بناء بلادنا والإرتقاء بإنسانها – لنعيش في تسامح في ظل دولة مدنية ديمقراطية. المجد لقواتنا المسلحة.. الي الامام !! .