انتهاكات الجنجويد الحالية مارسها هؤلاء الوحوش من قبل في دارفور ، بل مارسوا أسوأ منها حين نفذوا إبادة عرقية ضد العرق الأفريقي في دارفور ، ووقتها كان الجيش يشاركهم في كل هذه الانتهاكات ، والدولة على مستوى الرئيس والوزراء والبرلمان يدعمونهم في هذه الابادة . والجهة الوحيدة التي كانت تقف ضد هذه الحرب والانتهاكات هي الاحزاب المعارضة وهي ذات احزاب قوى الحرية والتغيير الحالية. هذه الانتهاكات تم تسجيلها ورفعها بالكامل للامم المتحدة ، ونتيجة لذلك أصدر مجلس الامن اكثر من 60 قرارا ضد حكومة البشير وجيشها ، ووصل الامر بوضع السودان تحت البند السابع لمجلس الامن ، وتم إرسال قوات دولية لحماية مواطني دارفور السودانية من حكومتهم السودانية ، وقد جاء بالفعل اكثر من 26 الف عسكري من دول عديدة بالعالم لتنفيذ هذه الحماية برعاية الاممالمتحدة ، جاءت هذه القوات في عام 2007م ولم تخرج الا بعد انتصار الثورة وعزل البشير ، وذلك اثناء فترة حكومة حمدوك في ديسمبر 2020م . تم تحميل حكومة البشير وجيشها وجنجويدها مسؤلية هذه الابادة ، وصدر قرار من المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على الرئيس عمر البشير ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين وقادة الكيزان منهم احمد هارون وقادة الجنجويد منهم كوشيب وحتى الآن تم القبض على كوشيب فقط ، ولم يقبض بعد على بقية المجرمين. بعد عزل المخلوع كان قرار قوى الحرية والتغيير هو تسليم هؤلاء المجرمين مباشرة للمحكمة الجنائية الدولية ، فمن الذي رفض؟ الجيش . حتى هذه اللحظة يتمتع هؤلاء المجرمين الذين مارسوا فظائع ممنهجة اسوا من انتهاكات الخرطوم الحالية بمواطني دارفور ، يتمتعون بحماية مباشرة من الجيش وقيادته ، والان تم اطلاق سراح معظمهم تحت ذريعة الحرب ، فهل يصدق البعض أن هذا الجيش بهذه القيادة صادق في محاربة المجرمين؟! . مهما كانت حيل والاعيب العسكر ، سوف تستعيد قوى الثورة الحكم المدني منهم ويومها ستسلم هؤلاء المجرمين فورا للعدالة. لن تسقط انتهاكات المليشيا الحالية بحق الشعب السوداني في الخرطوم بتقادم الزمن ، فهي موثقة وموجودة ، وطال الزمن او قصر سيدفع الدعم السريع وقادته ثمن هذه الانتهاكات. ولكن ليعلم الجميع أن الجيش الحالي بالقيادة الحالية لن يحمي مواطني الخرطوم من انتهاكات المليشيا ، فهو لم يحمي مواطني دارفور ، بل مارسها عليهم جنبا الى جنب مع هذه المليشيا ، وبالتالي كذب قيادة الجيش بأنها تريد حماية المواطنين من الانتهاكات حتى اذا صح فهو يثبت شيئا واحدا هو ان هذا الجيش يميز بين المواطنين ، فينتهك حقوق أبناء دارفور ويحمي أبناء الخرطوم ، وهذ التهمة لوحدها تثبت انه جيش فاسد لا يستحق أن يكون جيشا وطنيا قوميا. مما تقدم يظهر ان الجيش بالقيادة الحالية هو مجرد مليشيا كبيرة لا فرق بينه ومليشيا الدعم السريع ، وفي ظل وجودهما معا بهذه القيادات وهذه العقلية فان الشعب سيعيش في كوابيس الحروب والانتهاكات بلا توقف. وهو ما يستوجب نهوض هذا الشعب ووقوفه موقفا موحدا ضد هذه الحرب التي اوجدها اختلاف المصالح الذاتية بين قيادة الجيش وقيادة الدعم السريع ولا علاقة لها بمصالح الشعب السوداني. وليعلم الشعب ان دعم اي طرف من هذه الاطراف انما هو دعم لاستمرار الانتهاكات والحروب ، وأن الطريق الوحيد الصحيح لاصلاح هذا الوضع الشائه هو ايقاف الحرب عبر هبة شعبية كهبة ديسمبر تنتظم كل المدن الامنة والقرى والحلال ، وتؤسس لإصلاح الجيش وابعاده من السياسة ودمج الدعم السريع وجميع من يحملون السلاح في الجيش ، وإقامة الحكم المدني واخضاع الجيش للرئاسة المدنية المنتخبة. هذا او الطوفان ..