وجود جيشان في أي بلد ، يعني ان اندلاع الحرب بينهما امرا حتميا ، هذا الكلام زكرته الاحزاب السياسية اكثر من مرة ومن ايام الثورة (السيد الصادق المهدي والحاج وراق نموذجا) ، وقدمت رؤيتها لحل هذه الأزمة منذ وقت مبكر ، ولخصته في الدمج السلمي للدعم السريع في الجيش ، وعبر الثوار عن هذا المفهوم بهتاف الثورة الخالد (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل). في ذلك الوقت المبكر الذي نبهت فيه الاحزاب لخطورة تحويل الدعم السريع لجيش موازي ، والمهددات التي تهدد الدولة في حال وجود جيشين، كان قادة الجيش يدافعون عن الدعم السريع ويتغزلون في حميدتي ويقولون ان الدعم السريع خرج من رحم القوات المسلحة ، وانه يدافع عن البلاد في الفشقة. من المعلوم ان ازمة تعدد الجيوش داخل اي دولة يتم حلها عبر واحد من خيارين: الخيار السلمي السياسي المتفاوض عليه بدمج احد الحيوش في الاخر . أو الخيار العسكري بالحرب ، والتي عن طريقها ينتصر احد الجيشين ويقضي على الاخر تماما او يرغمه على الاندماج داخله. قوى الحرية والتغيير قدمت الخيار الأول وهو الدمج السياسي المتفق عليه للدعم السريع داخل الجيش وشاركها في تبني هذا الخيار الاتحاد الأفريقي والامم المتحدة والرباعية الدولية ، وتم طرح هذا الخيار في ما عرف بالاتفاق الاطاريء. بينما كان خيار الدمج بالقوة العسكرية هو خيار كيزان الجيش ، وهدفهم من ذلك لم يكن حماية الامن القومي وأنما السيطرة على الحكم . ويمكنك الاستدلال على هذا المخطط الخبيث من خلال رؤية كيف يقود الإعلام الكيزاني معارك الحرب والتحريض والتجييش الحالية. عبر اختيارهم لخيار الحرب اراد الكيزان ان يتخلصوا بضربة واحدة من عقبات متعددة تواجههم في طريق استعادة كرسي الحكم الذي اسقطهم عنه الشعب بثورة ديسمبر ، وهذه العقبات تتمثل في: الأولى عقبة الدعم السريع عبر حسمه عسكريا. الثانية عقبة شرفاء الجيش عبر تصفيتهم بعد الحرب من خلال كشوفات معاش وصالح عام بايحاء خبيث انهم كانوا خونة وسلبيين اثناء الحرب. الثالثة عقبة قوى الثورة عبر تخوينها ووصفها بالعمالة ، وبالتالي القضاء على الشارع والثورة تماما. هل يكتمل مخطط الكيزان الخبيث؟ . الايام ستوضح